الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل وصل فيروس كورونا إلى سوريا؟!
هل وصل فيروس كورونا إلى سوريا؟!

أليمار لاذقاني


أعلنت العديد من الدول وصول حالات إصابة بفيروس كورونا إلى أراضيها عن طريق مسافرين وصلوا حديثاً من الصين إلى هذه الدول، هذ الدول استجابت لنداء الطوارئ الخاص بمنظمة الصحة العالميّة واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمحاصرة هذا المرض، لكن دولة تعيش حالة حرب ويسيطر على مطارها سلطة فاسدة لا تأبه للسكان الذين يقبعون تحت سيطرتها، ستكون فريسةً سهلة لهذا الفيروس. فهل ينفذ فيروس كورونا إلى سوريا ليضيف مآسي جديدة لمآسي الشعب السوري، وهل حقاً ما شهدته بعض المستشفيات من حالات وفيّات هي إصابات بهذا المرض؟


القادمون من الصين

يقول المهندس (م.ح.) وهو مهندس ميكانيكي كان يقيم في مدينة ووهان الصينيّة وعاد منذ أيام إلى سوريا: "لم أُعرض على طبيب عند دخولي في المطار ولم أجري أي فحص خاص بفيروس كورونا، لكنني ولشدّة قلقي من المرض راقبت حالتي الصحيّة لأيام لأنني أخاف من إصابتي بهذا المرض، فالجميع في مدينة ووهان يعيشون حالة هلعٍ عام نتيجةً لانتشار المرض" وفي إجابته عن عدد السوريين الذين قدموا من الصين بعد انتشار مرض كورونا يقول: "هناك جالية سوريّة كبيرة في الصين، فالعلاقات التجاريّة القائمة بين البلدين كبيرة، حيث تستورد سوريا كل مصنوعاتها تقريباً من الصين، كما أنّ الصين تستقدم طلابها وتدرسهم على نفقتها، لذا أعتقد أن عدد الجالية السوريّة في الصين تفوق العشرة آلاف نسمة، ومعظمهم غادروها إلى سوريا، لكنني لا أستطيع تأكيد إصابة أيّ منهم بهذا المرض."


حالات وفيّات مقلقة في المستشفيات الوطنيّة


وصلت حالات الوفيّات المفاجئة نتيجة (النزلات الرئويّة) في مشفى الباسل في طرطوس لحد اليوم /12/ حالة وفاة معظمهم لرجال ونساء تفوق أعمارهم الخمسين عاماً، التقينا (ك.م.) دكتور الصدريّة في مشفى الباسل وسألناه عن هذه الحالات بطريقة غير مباشرة (مقابلة سريّة غير مكشوفة) وأبدينا قلقنا الشديد حيال هذه الوفيّات وأجابنا فقال: (لا يمكننا ككادر طبّي في المشفى أن نعتبر ببساطة أنها حالات وفيّات ناجمة عن فيروس كورونا، فنحن بحاجة لفحوصات وتحاليل خاصّة بهذا الفيروس غير متوفرة في المشافي العامّة، كما أنّ ذات الرئة مرض قاتل للفئات المرضيّة الضعيفة، وهناك تشابه كبير في الأعراض، لذا لا نستطيع الحسم بأنّ الوفيّات ناجمة عن فيروس كورونا، ولا نستطيع إطلاق حالة الطوارئ بدون إثباتات لأنها ستسبب لنا متاعب أمنيّة كبيرة، وهنا في هذا المشفى لا يجرؤ أحد من الأطباء على الحديث عن مرض الكورونا).


 

كما التقينا (ه. ط.) ابنة أحد الأشخاص اللذين ماتوا في المشفى نتيجة (نزلة البرد) أو (الزكام) أو (ذات الرئة) كما كتب الأطباء في تقرير الوفاة حيث قالت: (كان والدي ذو الستين عاماً بصحّةٍ جيدة ولم نكن لنخشى على حياته أكثر من حياتنا إذ إننا كنّا نعتبره شابّاً، فجأةً ارتفعت درجة حرارته وأصيب بأعراض الزكام، وأقلقتنا كثيراً حرارته المرتفعة جدّاً والتي لم ينفع معها خافض الحرارة، فنقلناه للمشفى حيث توفّي صباح اليوم الثاني) وعن الإجراءات التي اتخذها الأطبّاء في المشفى تقول: (أعطوه مضادات التهاب وخوافض حرارة من خلال المصل).


وقد لاحظنا ردود أفعال كبيرة أو حتّى معتدلة على هذه الظاهرة في طرطوس، حيث إنّ وفاة اثني عشر مريضاً بنفس المرض وسط حديث عالمي عن انتشار فيروس كورونا يدهش أي مراقب، لكنّه الخوف والخوف وحده من الاعتقال على يد سلطة الأسد لأي شخص يقوم (بنشر الشائعات المغرضة) التي قد توهن من جبروته حتى لو راح ضحيّة هذا التجبّر مئات الأشخاص سدى.


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!