الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
فرعون طهران مُقدمٌ على إعدام امرأة بلوشية قائدة
د. محمد الموسوي

شابة من القومية البلوشية من (المسلمين السُنة) تواجه حكم الإعدام لأسباب عنصرية والذريعة أنها قائدة شعبية ميدانية، والنظام يتستر على جريمة اغتصاب لطفلة بلوشية أيضاً.

لم تكن ولن تكون فائزة براهويي الشابة البلوشية البالغة من العمر 24 عاماً أولى ضحايا نظام فرعون العنصري الدموي في إيران فقد قتل فرعون وهامان طهران مئات الآلاف من قومها ومن الأكراد والعرب وغيرهم لأسباب دوافعها الحقد العنصري، وكم قتل جنود فرعون وهامان من الأطفال والنساء البلوش في الثورة الإيرانية المظفرة الجارية ومنهم مصلون خرجوا للتو بعد فراغهم من فريضة الصلاة لا لشيء سوى أنهم مسلمون على مذهب أهل السُنة والجماعة، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن نظام الملالي متخوف مرعوب من البلوش بسبب ما اقترفه هذا النظام بحقهم من فظائع يستحي منها إبليس من اضطهاد عرقي وطائفي وتجويع وسلب ونهب لثروات وخيرات مناطقهم المتعددة والتي هي أشد المناطق فقراً وبؤساً وتردياً في إيران، وقد تستر العالم كله على ما يجري بحقهم من جرائم وقمع وتنكيل ما كنت أنا شخصياً أطلع على الكثير منها لولا قيام المقاومة الإيرانية بفضحها وكشفها المستمر، ولا تقتصر المعاناة والآلام على البلوش وحدهم في إيران، فقد سرى وباء نظام ولاية الفقيه على الجميع ولم يستثنِ أحداً إلا قلةً قليلة جداً بحسب اعترافات مسؤولي النظام أنفسهم بأنها 4% من تعداد الشعب الإيراني، وهي فعلياً أقل من ذلك، فالأربعة بالمئة تلك تشمل المتميزين وحواشيهم، والمطبلين حول عرشهم، ولا بد لتلك الحواشي وللمطبلين أن ينقلبوا على المتميزين في ساعة ما، كما لم يقتصر وباء ولاية الفقيه على إيران وشعبها فقط بل تمدد إلى المنطقة فبلع العراق وتنفذ في سوريا وهدم اليمن وأهلك لبنان ويتربص بالأردن ودول الخليج، وكل ذلك بمباركة دولية، فدور الشرطي المُناط في حينه لدكتاتورية الشاه التي انتهت صلاحيتها قد أُعطي لفيروس ولاية الفقيه بعده كي لا يفرغ كرسي الشرطي الموبوء.

يقولون إن لم تستحِ فاصنع ما شئت؛ وملالي النظام الحاكم في إيران لا حياء ولا خجل ولا ضمير ولا وجدان؛ إذ لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم نهاراً جهاراً، وكل جرائمهم تُدَبرُ بالليل وتُنفذ بالنهار بعد أن خرجوا عن حدود الله واستخفوا بالعالم وقيمه وقوانينه؛ جرائمهم لا تُحصى ولا تُعد، وما أكثر جرائم الليل التي لا يعلم بها سوى خالقهم والجُناة وبعض من ذوي الضحايا إذ إن معظم ضحايا جرائم فرعون وجنوده عادة ما يكونون في عداد المفقودين فلا آثار ولا قبور معلنة لهم.

وما لهم لا يثورون وينتفضون؟

كيف للبلوش ألا يثوروا وقد استخفوا بعقيدتهم وقطعوا أرزاقهم وقتلوا أطفالهم ومسوا بكرامتهم وتطاولوا على أعراضهم ونهبوا ثرواتهم ومن أراد أن يلتمس الحقيقة فلينظر إلى مناطقهم ويطلع من خلال أبنائهم عليها، ولم يُعد في عالم اليوم بفضل نعمة التكنولوجيا ما هو خافٍ على من يطلب المعرفة ويبحث عن الحقيقة لكن ما خفي كان أعظم خاص في هذه الأيام بعد أن احتدت الثورة وبلغت ذروتها وقطع النظام الإنترنت وقيد وسائل الاتصال والتواصل ليغطي على جرائمه وانتهاكاته البشعة، خاصة في مناطق مثل سيستان وبلوشستان معدومة الخدمات، والبنية التحتية فيها أقرب إلى العدم.

لماذا يريدون إعدام فائزة براهويي؟

موضوعنا هو هذه الفتاة البلوشية، الشابة المثقفة فائزة براهويي التي ساءها ما يتعرض له قومها وطائفتها من باطل لا يقبله كل حر على وجه هذه الأرض، ولم ترضَ به هذه الحرة الأبية التي اعتُقِلَت في 3 أكتوبر 2022 بعد ثلاثة أيام من القمع الدامي لاحتجاجات المصلين في زاهدان، وقد عقدت محكمة ثورة زاهدان محاكمتها يوم 2 أكتوبر 2022، وسيصدر الحكم بحقها بعد 20 يوماً، بحسب ما ذكرته منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.

لِماذا لا تثور هذه الشابة وغيرها من النساء والشباب على الوباء القاتل وباء ولاية الفقيه وقد رأوا بأعينهم الظلم والزور والبهتان، وقد ثارت هذه الشابة ولها من الأسباب ما يجعلها تزلزل الأرض تحت أقدام فرعون وهامان ولاية الفقيه وجنودهما، ولكن الحقيقة التي وراء اعتقالها والتخطيط لإعدامها ليس لأنها قائدة شعبية ميدانية تساهم في قيادة جانب من جوانب الثورة الإيرانية شأنها شأن باقي النساء الإيرانيات، ولكن هناك سببان آخران مهمان، الأول هو إصرار فائزة براهويي على التحقيق في قضية اغتصاب طفلة بلوشية عمرها 15 عاماً ما جعل قائد شرطة جابهار يعتقلها ويلفقون لها قضية تؤدي بها إلى حكم الإعدام، وهذا ليس بجديد على نهج ملالي طهران، والسبب الثاني في اعتقال فائزة براهويي وزجها بالسجن بانتظار حكم الإعدام أو أحكاماً قاسية هو سعي النظام لكسر إرادة المرأة.

ختاماً.. أتساءل هل من تطالب بالتحقيق في اغتصاب طفلة تستحق الاعتقال؟ هل من تثور لمقارعة الظلم من أجل تحرير قومها ولعب دور في إنهاء مأساة الشعب الإيراني مجرمة؟ بالطبع لا.. إنها امرأة حرة وأبية ترفض الظلم لكنها بعين الطغاة مجرمة.

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!