-
فيصل بدر لليفانت: الكُرد لا يشكلون أهمية استراتيجية للأمريكان.. وروسيا غير صادقة في وعودها لهم
- يتوجب التأكيد هنا أن من يملك سلطة القرار ويتحكم في الإدارة والثروة والسلاح يتحمل المسؤولية الكبرى في عدم إنجاح هذه الحوارات
- الكُرد لا يشكلون تلك الأهمية الاستراتيجية لدى الأمريكان ليس في كردستان سوريا فقط، وإنما في عموم أجزاء كردستان
- فرنسا لا تملك الأدوات اللازمة لإنجاح مساعي توحيد الطرفين (الكرديين في سوريا) بقدر أمريكا
- روسيا غير صادقة في وعودها بإنجاح أي حوار مع النظام، سواء أكان بينه وبين الـpyd أم مع الكُرد مجتمعين
- سلطة الـpyd هي سلطة أمر واقع، وهذا يعني أن مشروعية قراراتها وتصرفاتها لا تتجاوز قانوناً هذا التوصيف
- عفرين ورأس العين احتلتا ضمن تفاهمات (تركية) مع ترامب وروسيا وإيران
- الائتلاف بات جهة ارتزاق سياسي وعسكري لدى المحتل التركي، ولم يعد له أي علاقة بالمعارضة السورية ولا بالثورة السورية
- الأسد لا يملك من قراره شيئاً، من يحرك الأمور في سوريا على ضفة النظام هما روسيا وإيران
- إذا كان الـpkk يريد محاربة تركيا فليذهب إلى داخل تركيا ويحاربها، هناك تجنٍّ على الإقليم لجهة تسويقه وكأنه هو من يسمح للأتراك بالتدخل
جاء ذاك في حوار خاص مع الناشط السياسي والحقوقي الكردي المستقل، فيصل بدر، حول الأوضاع في شمال سوريا، ومستقبل تلك المنطقة، بجانب جملة مواضيع أخرى.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
كيف تقرأ دعوة فرنسا لوفد الإدارة الذاتية؟
"لاشك أن فرنسا تريد أن تلعب دوراً في ملفات الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالدول التي كانت تستعمرها سابقاً، وأقصد هنا سوريا ولبنان، وإن كان ما تقوم به يأتي في الوقت بدل الضائع بسبب هيمنة أمريكا وروسيا على الشأن الدولي، ومنه قضايا الشرق الأوسط، وهناك اتجاه فرنسي لملء الفراغ الأمريكي، بسبب عدم اهتمام أمريكا بالملف السوري وتبدل أولوياتها، في عهد بايدن حصل تطبيل كبير حول هذا الاستقبال بالرغم من أن الدعوة كانت بالأصل موجهة للطرفين (إدارة الـpyd والمجلس الوطني الكردي) وكان عدم حضور المجلس لسببين: الأول بسبب صدور مواقف وتصريحات وكذلك انتهاكات من قادة وإدارة الـpyd تصب على العكس من غاية الحوارات، والثاني بسبب إجراءات بروتوكولية في شخوص المدعوين باسم المجلس إلى اللقاء، لا يمكن إنكار أن الإليزيه تريد أن يكون لها بصمة على توحيد الطرفين وتشكيل إدارة مشتركة لاحقاً، ومن قراءتي لما تسرب عن فحوى اللقاء، فإن الفرنسيين مهتمون بتأسيس أسس لنجاح الحوارات، ومن أهمها مطالبتهم بإدارة رشيدة والإدارة الرشيدة لو تم تطبيقها سنكون أمام إدارة جديدة لا تنتمي لإدارة الـpyd الحالية، الإدارة الرشيدة تعني انبثاقها من الناس وتعني الشفافية والحوكمة وحرية العمل السياسي واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الفساد.. إلخ".
"فرنسا لا تملك الأدوات اللازمة لإنجاح مساعي توحيد الطرفين بقدر أمريكا، وإن كانت أمريكا تملك تاريخاً من التنكر لضماناتها والتزاماتها مع الكُرد، وفي هذا الشأن فإن هامش الخيارات أمام الكُرد ضيق جداً".
كيف تقرأ المشهد في عفرين بالنسبة للمفاوضات الكردية الكردية؟
"أولاً، يجب أن أشير أن الكلام عن الملفات التي يتوجب إعطاؤها الأولوية، ومنها احتلال عفرين ورأس العين، فيما اتفاق الطرفين سابق لأوانه، على أي حال يتوجب على الجميع إيلاء موضوع احتلال عفرين ورأس العين الأولوية، سواء اتفقوا أم لم يتفقوا، وإن الاتفاق سيعطي زخماً للأمر، وأعود وأكرر لن يتفق الطرفان، ولن يبدلا في مواضعهما ولا في سياساتهما وتحالفاتهما".
برأيكم من يعرقل الحوارات الكردية الكردية في شمال سوريا؟
"أتمنى أن تنجح، ولكنني لست متفائلاً البتة، لأنني لست بوارد الاقتناع أن هناك إمكانية للاتفاق، وإذا ما تخيلنا شكل هذه العلاقة فيما إذا لم يقم الطرفان بملائمة أنفسهما للاتفاق، سنكون أمام علاقة متخيلة بين العصفور والسمكة، لا العصفور يستطيع العيش في الماء، ولا السمكة تستطيع العيش في الهواء، سبق وأن تم التوقيع على اتفاقات وتفاهمات وتم التنصل منها ومن قبل الـpyd، تحديداً قبل أن يجف حبر الموقعين عليها، وقتها كانت الظروف والوقائع أفضل بكثير مما نمر به حالياً، وكان زخم التواجد الأمريكي أكبر، ولم يكن هناك احتلال تركي بمعية مرتزقة الائتلاف التابع له، يتوجب التأكيد هنا أن من يملك سلطة القرار ويتحكم في الإدارة والثروة والسلاح يتحمل المسؤولية الكبرى في عدم إنجاح هذه الحوارات والـpyd يماطل في تأمين شروط إنجاح هذه الحوارات، وأولها فك علاقة التبعية مع الـpkk ناهيكم عن علاقاته المتشابكة والمتناقضة".
روسيا تطالب الإدارة الذاتية بالحوارات مع النظام، وفي المقابل واشنطن ظاهرياً لا تمانع أي حوار بين الإدارة الذاتية والنظام.. ألا ترى بأن أي تفاهم يعني انتهاء التواجد الأمريكي في المنطقة، ولذلك هل تقبل أمريكا أن تخطو الإدارة الذاتية هذه الخطوة؟
"أمريكا موجودة في سوريا لغاية معلنة ووحيدة وهي محاربة داعش، وهم يعلنون أن العلاقة مع الـpyd عسكرية بحتة، وهناك اتجاه سائد في مراكز صنع القرار فيها يقول بأنه لا مصالح استراتيجية لأمريكا تستوجب بقاءها في سوريا بقدر روسيا التي تتمتع بوجود تاريخي، والأمريكان يريدون مواجهة روسيا في ساحات توجعها، سواء أكانت في المجال الاقتصادي أم في أوروبا -ساحة المواجهة الأساسية- وكذلك يريدون مواجهة خطر الصين، لذلك تريد أمريكا أن تخرج من المناطق غير المهمة لها، والكُرد لا يشكلون تلك الأهمية الاستراتيجية لدى الأمريكان، ليس في كردستان سوريا فقط، وإنما في عموم أجزاء كردستان".
"المشكلة أن الكُرد في كُردستان سوريا غير جاهزين لاستحقاقات المرحلة من جميع النواحي، وروسيا غير صادقة في وعودها بإنجاح أي حوار مع النظام، سواء أكان بينه وبين ال pyd أم مع الكُرد مجتمعين، هي تريد الكُرد كورقة إضافية في تعاملها مع الملف السوري ليس إلا، ناهيكم عن أن أي حوار منفرد مع النظام بمعزل عن الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد وضرورة الانتقال السياسي وتأسيس نظام ديمقراطي، سيكون له أثار مدمرة مستقبلاً على الكُرد".
في الآونة الأخيرة، قامت الإدارة الذاتية بإعادة صياغة دستور، ما رأيكم به؟
"يتوجب القول ابتداء أن سلطة الـpyd هي سلطة أمر واقع، وهذا يعني أن مشروعية قراراتها وتصرفاتها لا تتجاوز قانوناً هذا التوصيف، شأنها شأن سلطة الأمر الواقع التابعة للائتلاف وسلطة هيئة تحرير الشام، بغض النظر عن أية عوامل ومقارنات، سلطات الأمر الواقع دساتيرها غير معترف بها وقراراتها غير ملزمة قانوناً، وحتى لو نجحت عملية الحوار بين الـpyd والمجلس، فإن هذا التوصيف القانوني لن يتبدل، الفارق يكمن في دلالاته السياسية الداخلية وإكساب الكُرد زخماً سياسياً في حضورهم من خلال المشهد السوري، وتوقع انفراج في الوضع المعيشي للسكان، وخاصة في ظل هذا الفساد المستشري في جميع مفاصل سلطة الـpyd".
هل يمكن أن يتكرر سيناريو الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في شمال سوريا؟
"الأمريكان يتصرفون حسب مصالحهم وأولوياتهم والعامل الأخلاقي هو العامل الأخير في سياساتهم، ومن الطبيعي أن تشغل قوة أخرى مكانهم، وروسيا هي المرشح الأقوى لملء هذا الفراغ، ولمصلحة النظام طبعاً، ستحاول تركيا أن تستغلّ الفرصة في توسيع رقعة احتلالها، ولكني لا أتوقع أنها تستطيع أن تتجاوز تفاهمات أستانا، لم تتصرف تركيا من تلقاء نفسها، عندما احتلت عفرين ورأس العين، وإنما احتلتهما ضمن تفاهمات مع ترامب وروسيا وإيران، وطبعاً كانت سياسات الـpyd المدمرة هي الغطاء السياسي الأفضل لها".
دعا الائتلاف الوطني السوري على لسان نصر الحريري، أمريكا وتركيا لمساعدتهم بإخراج قوات سوريا الديمقراطية من شمال وشرق سوريا، لماذا المجلس الوطني الكردي حتى الآن بدون موقف، في الوقت الذي أعلن تيار الغد تعليق حواراته مع الائتلاف؟
"الائتلاف لم يعد جهة سورية، وإنما جهة تابعة لتركيا جملة وتفصيلاً، ولذلك فإن ما يصدر عنه من مواقف لا يعدو على كونه تنفيذاً لأوامر تركيا، الائتلاف بات جهة ارتزاق سياسي وعسكري لدى المحتل التركي، ولم يعد له أي علاقة بالمعارضة السورية ولا بالثورة السورية، ومن المؤسف أن المجلس الوطني الكُردي يصر على البقاء في إطار بات معادياً لشعبنا الكُردي ولحقوقه القومية، إطار ينفذ أجندات محتل، ويرتكب جرائم ضد الشعب الكردي ترقى إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية".
برأيك كيف سيتم تحقيق التوافق الكردي في ظل وجود المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف؟
"الطرفان يتوجب عليهما مواءمة نفسيهما لمتطلبات أي توافق أو اتفاق، والمجلس يتوجب عليه أن يوائم نفسه سياسياً لذلك -والتحالفات من ضمنه- لأنه لا يملك سوى هذه الإمكانية في ظل استحواذ ال pyd على كل شيء، أما عن اعتبار شروط المجلس تعجيزية أم لا فيتوجب علينا التفريق بين قضايا لا يمكن المساومة عليها، كقضايا الانتهاكات وملف المعتقلين والمختطفين، ولو فرط المجلس بها سنكون أول من يدينه، أما عن قضايا تفاصيل الإدارة والمسائل الأخرى فهي أمور يمكن مناقشتها وإن كان يتوجب أن تلاقي أكبر قبول ممكن من الناس وإلا لأصبحت مجرد عملية لتقاسم الكعكة بالنسبة لي كناشط حقوقي، حقوق الإنسان خطاً أحمر لا يملك أحد الحق في تجاوزه والمساومة حوله".
في خطاب القسم الذي أدلى به رئيس النظام السوري، أشار إلى القوة الموجودة في شمال شرق سوريا بأنهم ليسوا وطنيين، وسلموا أمرهم إلى جهات أجنبية، ماذا يعني الأسد بالضبط؟
"الأسد يقول الشيء وعكسه، لأنه عملياً رئيس منقوص السيادة على دولة تتناهشها احتلالات وتحكمه ميلشيات، ولذلك فهو آخر شخص في سوريا يحق له تخوين غيره، سواء أكنا متفقين أم مختلفين مع من يصفهم، فمن يدعي الوطنية لا يضحي بوطن من أجل كرسيه ولا يرتكب المجازر من أجل البقاء في الحكم، عموماً الأسد لا يملك من قراره شيئاً، من يحرك الأمور في سوريا على ضفة النظام هما روسيا وإيران، وروسيا بشكل أكبر".
عصفت أخيراً أزمة بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، هل تظن بأن يكون لها تداعيات على شمال سوريا؟
"الاتحاد الوطني يعاني أزمة داخلية عميقة منذ سنوات، ومنذ غياب المام جلال عن المشهد بعد مرضه ومن ثم وفاته، ولا أتوقع أن يكون لهذه الأحداث تداعيات على كُردستان سوريا بشكل مباشر، لأن الخلاف هو على زعامة الاتحاد وتوحيد مركز القرار، يبقى أن نقول إنه عندما يكون هناك مركز قرار واضح ووحيد في أي مؤسسة، يكون تعامله مع الملفات أوضح وأسهل وأسرع".
"عموماً ما يجري داخل الاتحاد لا يفيد بأي تغيير في السياسات، بل إن هناك اتجاه إلى لملمة داخلية في مواجهة الحزب الديمقراطي الكُردستاني في استحقاق الانتخابات القادمة، من خلال دخول الانتخابات في قائمة موحدة مع التغيير (گوران)، ويخشى أن يلقى هذا بظلاله على كُردستان سوريا".
كيف تقرأ تواجد ال pkk في أراضي إقليم كردستان، وهل يحق له البقاء في أراضي كردستان العراق؟
"حسب معلوماتي فإن سماح الpdk والynk لتواجد الpkk كان لأسباب إنسانية، ولم يكن هناك موافقة على اتخاذ قنديل قاعدة هجوم على تركيا، والذي حصل أن الpkk لم يلتزم بذلك وخاض حربين ضد قوات الحزبين، مرة ضد قوات الاتحاد الوطني ومرة ضد قوات الحزب الديمقراطي، الpkk استغل الظروف التي كان يعيشها الإقليم، وخاصة أثناء الاقتتال الداخلي بين قوات الpdk وynk وتوسع في تواجده هناك، لا مبرر قانوني لوجود الpkk في أراضي إقليم كُردستان، فالإقليم يقع داخل دولة العراق، وبات الإقليم كياناً فيدرالياً ضمن دولة اتحادية، وهناك دستور يشرعن لهذا الوضع وصدرت بخصوصه قرارات دولية أيضاً، تواجد الpkk أصبح لتركيا كمسمار جحا تدخل بحجته متى ما تشاء وتقصف أراضي الإقليم وتقيم القواعد العسكرية فيه بهذه الحجة".
"إذا كان الpkk يريد محاربة تركيا فليذهب إلى داخل تركيا ويحاربها، هناك تجنٍّ على الإقليم لجهة تسويقه وكأنه هو من يسمح للأتراك بالتدخل، وكلنا يعرف أن تركيا تستند إلى اتفاق موقع بينها وبين صدام حسين سمح بموجبه لتركيا بالتوغل بعمق ١٠ كم داخل الأراضي العراقية لملاحقة الpkk، ولاحقا وقع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في عام ٢٠٠٧ على اتفاق آخر زاد بموجبه عمق التوغل إلى ٣٠ كم".
كيف تحللون تصريح أحد قيادات قسد بأنهم سوف لن يبقوا مكتوفي الأيدي إن حصلت معارك بين كريلا والبيشمركة في إقليم كردستان العراق؟
"هذا التصريح هو دليل يعزز جميع الوقائع والأدلة على أن قوات سوريا الديمقراطية هي مجرد واجهة للpyd والpkk من ورائه، هذا التصريح لم يكن خارج السياق بالنسبة للpyd، إذ سبق وأطلق الدار خليل، عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي tevdem تهديداً مماثلاً، لست مستغرباً لهكذا مواقف وتصريحات لأنها نتاج منطقي لواقع لا يستطيع أحد نكرانه، والمستهدف الأساسي دائماً هي تجربة الفيدرالية التي انتزعها شعبنا الكُردي في كُردستان العراق، هذه التجربة التي لم يخفِ قادة الpkk، ابتداءً من مؤسسه أوجلان، وانتهاء بأدواته، عداءهم لها".
ليفانت-خاص
مكتب القامشلي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!