الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ ( الجزء الثاني )
خالد الجاسر

خالد الجاسر - كاتب سعودي

@khalid_Aljasir


ماذا لو تعايشت إيران ( الجزء الثاني )


ماذا لو تعايشت إيران؟! موقف من الحروب يُمثل في عقلية كل عاقل يعلم يقينًا بأن الحرب ليست نُزهة، فنتائجها وخيمة على الجميع، لتحرق بوجهها الدموي كل ما هو جميل.

إنها أنظمة هتلرية مُحتضرةُ، وشيك رحيلها، بشكل آو بآخر، جراء تقلُباتها الفكرية المُتطرفة، وقومياتها المتعددة كـ «سُم زُعاف»، يسري بالجسد الإيراني منذُ وقوعهِ فريسة بيد ثورة خُمينية تلظى بنارها شعباً قد مَلّ منها!! فالحرب شرُ عظيم مُطبق، والمحظُوظُ من يجد طريقاً لتفاديها.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وجيرانها التي لم تَسلمُ من شرها.. بُلدان هي ذات سيادة شرعية تاريخية لها أواصر حضارية ناهزت القرون، ولها أنظمتها المعيشية، عكسها هي التي تعيش على بقايا إمبراطورية تضُم أُمماً شتى، فهي أكثر من دولة وأكبر من مملكة، لكنها تبقى أقل من أمّة!، فالتعدد سمة تُميّزها حيث لا يشكل الفرس سوى 63 % من مكوناتها، لذلك فالحديث عن الحضارة الفارسية وأرض التشيع مُصادرة لحقائق التاريخ وابتزازاً لحق الجغرافيا.


ماذا لو تعايشت إيران؟! ونظام الخُميني «إرهاب الدولة» فور وصوله إلى السلطة باقتحام السفارة الأميركية في طهران، شارباً بالحرب دماء العراقيين التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الإيرانيين تحت مبررات دينية تنتمي للخرافة والنصب على المجتمع، بتكاليف مالية مهولة، كانت البنية التحتية الإيرانية في أمس الحاجة إليها، وبذلك فإن أي فساد مالي في عهد الشاه لا يعادل فساد رجل دين إيراني واحد في عهد ما بعد ثورة الخميني.


ماذا لو تعايشت إيران؟! ووطدت علاقتها بجيرانها، دونما إرهاب؟، بالطبع سيكون وضعها الدولي مُختلف، وأمنها الإقليمي لا هشاشة به، واقتصادها المتهاوي مُتعاف، يفتح لها ولشعبها أُفق العيش الكريم، وخلق فُرص استثمارية لسوقها الراكد، بانتعاش عملتها بالية الأصفار. وأغلق أبواب الصراع الإقليمي الطائفي، ولعادت الحياة الدولية مُطمئنة للشرق الأوسط والخليج العربي، واستمرت حركة الملاحة لطبيعتها لتنعكس بالإيجاب على الشعب الإيراني المطحون بعقوبات دولية وعزلة مُجتمعية، جعلتهم لا يُفكرون إلا بالنجاة بأنفسهم وسط بذخ النظام وترفه ومحسوبياته ونفقاته الإرهابية الطائفية، وتمويل برامج صاروخية ومشروعات غامضة للتصنيع الحربي، دون النظر لهم لأدنى حقوقهم الحياتية.. أو حتى فرصة للعيش بسلام، كيف، وهي تتبنى أرهبة العالم بطُريق علنية؟!، تعيثُ فساداً وتخريباً في أقطار أخرى، تُخرب وتحتجز السفن التجارية، وتُفجر بأذرعتها مناطق النفط كمُصفاتي بقيق وخريص، وقبلهما مضختي بترول عفيف والدوادمي على أيدي الحوثي الإيراني حتى وصل بها اليأس لاستهداف أطهر بقعة بالأرض، وهي الحرم الشريف بصواريخها الفاشلة.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وهي تتلاعب بشروط شُرطي العالم، الإثنى عشر، إلا أنها لم تُصغ لصوت العقل الدولي خاصة العربي السعودي، حتى صارت "خردة المنطقة" غير قابلة لإعادة ضبط المصنع، لنرى واقعياً، وبعيداً عن محاولات للسلام، أن إيران، لا تريد حرباً ولا سلماً، وتظن بسياستها أنها ستُفلح هذه المرة، دون أن تُدرك الفرق، الذي بينهُ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في وجه المُحتضر خامنئي وعملائه بالمنطقة، حين قال: «لا ينبغي لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً، ولا يجب تكرار اتفاق ميونيخ عام 1938 الذي تسبب بحرب عالمية ثانية»، كافياً لهم أن يتعظوا من نهاية «أدولُف هتلر»!.


نظرة: إن الحرب، تأتي بغتة، وقد تنتهي بسرعة أو تطول، والخاسر الأكبر الشعب الإيراني، والسؤال الأهم: هل سيتوقف، خامنئي، الذي يبحث الآن، عبر قنواته الخلفية عن هُدنة مؤقتة؟. لا أظن، لأن عقله الصغير، الراديكالي المُتطرف، لا يرى شيئاً غير معتقده البائس، بعودة المهدي المنتظر، فلا حل، سوى رفع أجهزة الإنعاش، وتركه يرحل.


خالد الجاسر

@khalid_Aljasir

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!