-
محمود عثمان لـ”ليفانت”: حكومة أردوغان معادية للشعب الكردي وpkk حجة لضرب الكرد
ليفانت – مكتب القامشلي –
سوريا قال السياسي العراقي الكردي الدكتور محمود عثمان لـ”ليفانت” إنّ ما يجري على أرض العراق هو صراع إيراني– أمريكي، الأمريكان لديهم سياسة وسفارات وقواعد وقوات عسكرية، والإيرانيون هم ضد وجود هذه القوات في العراق، ويعتبرون أنّ نفوذهم في العراق أكثر، وفعلاً إنّ النفوذ الإيراني هو أكثر من الأمريكي لذلك يحدث الصراع، أحياناً هذه الصراعات تأخذ طابعاً مسلحاً. أردوغان
وأشار الدكتور عثمان إلى أنّ الأزمة الاقتصادية كبيرة وعميقة وحقيقة، والحكومة في مأزق لأنّه في عام 2020 لم نرَ موازنة، ولكن فقط صرفيات وغيرها وغيرها، وعام 2021، لا نعرف كيف ستكون الموازنة، وطبعاً حتى الرواتب مشكلة بالنسبة لحكومة الكاظمي لذلك الوضع الاقتصادي بحاجة إلى حلول جذرية.
- اتهمت الولايات المتحدة فصائل موالية لإيران أنّها وراء الهجمات على القواعد الأمريكية والمنطقة الخضراء.. هل يمكن أن تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين القوات الأمريكية في العراق والمليشيات؟
**ما يجري على أرض العراق هو صراع إيراني– أمريكي، الأمريكان لديهم سياسة وسفارات وقواعد وقوات عسكرية، والإيرانيون هم ضد وجود هذه القوات في العراق، ويعتبرون أنّ نفوذهم في العراق أكثر، وفعلاً إنّ النفوذ الإيراني هو أكثر من الأمريكي لذلك يحدث صراع بينهما، أحياناً هذه الصراعات تأخذ طابعاً مسلحاً، مثلاً قصف السفارة أو غيرها، والأمريكان يقصفون مقرّاتهم، لكنّه في تصوّري أنّه إذا لم تحل المشاكل، وإذا لم تستطيع الحكومة السيطرة على السلاح المنفلت، ويكون السلاح بيد الدولة، لن تسطيع أن تنهي نشاط هذه الميليشيات، التي هي تقول علناً إنّها مع إيران أو موالية لإيران أو لولاية الفقيه، وبالتأكيد إنّ الجانب الأمريكي قد لا يقبل ويغلق السفارة ويقوم بهجمات على هؤلاء، عندها سوف نرى صراعات مسلحة، نأمل أن لا نرى هذه الصراعات، وأن تستطيع الحكومة كبح جماح الميليشيات والسيطرة على السلاح المنفلت، ولا يتحول الصراع الإيراني– الأمريكي إلى صراع مسلح.
- هل تستطيع حكومة الكاظمي مسك العصا من المنتصف بين حليفتيها، وأن تفي بالتزاماتها تجاه الولايات المتحدة دون إيصال العراق لكارثة سياسية بسبب إيران؟
**لا أعتقد أنّها تستطيع أن تمسك العصا من الوسط، لأنّه بالنتيجة، الإيرانيون لديهم سياسة معينة، والأمريكان عندهم سياسات أخرى، وإيجاد التوازن بين الجانبين مستحيل، طبعاً لا أعتقد أنّ الحكومة تستطيع أن تقنع الجانبين، لذلك على الحكومة أن تقوم بخطوات، مثل ضبط السلاح المنفلت، وهذا مطلب الشعب العراقي لا علاقة له بإيران أو غيرها، المفروض من الحكومة أن تضبط هذا السلاح وتسيطر عليه، وهي وعدت مراراً بهذا الأمر، وطبعاً في نفس الوقت يجب أن تمنع الحكومة ضرب السفارات وغيرها لأنّه من واجب الحكومة حماية البعثات الدبلوماسية، عندها قد يكون هنالك توازن بين الجانبين، والآن جهود الأمم المتحدة موجودة، حيث إنّ الأمم المتحدة قامت باتصالات مع الأمريكان ومع الإيرانيين ومع الجانب الحكومي وحتى مع بعض الميليشيات، وقد تنجح هذه الأمور في تهدئة الأوضاع بعض الشيء، ولكن الوضع بحاجة إلى حلول جذرية. أردوغان
- داعش /انفلات أمني/ هجمات صاروخية/ اغتيالات لنشطاء/ ضمن هذه الفوضى المتداخلة.. هل تستطيع حكومة الكاظمي انتشال العراق من أزمته الاقتصادية المزمنة؟
**الأزمة الاقتصادية كبيرة وعميقة وحقيقة، والحكومة في مأزق لأنّه في عام 2020 لم نرَ موازنة، ولكن فقط صرفيات وغيرها، وعام 2021، لا نعرف كيف ستكون الموازنة، وطبعاً حتى موضوع الرواتب مشكلة بالنسبة لحكومة الكاظمي لذلك الوضع الاقتصادي بحاجة إلى حلول جذرية، وليس فقط اقتراض الأموال من هنا وهناك، من الصعب جداً على الاقتصاديين أن يقولوا إنّه إذا لم تكن هناك حلول جذرية عندها الاقتصاد العراقي يتّجه نحو المزيد من الانتكاسات والمشاكل، أعتقد إذا استطاع الجانب الحكومي أن يسيطر على الوضع الأمني، وأن يمنع المواجهات العسكرية بين أمريكا وإيران، ويحافظ على البعثات وغيرها، قد يستطيع التعاون مع البنك الدولي ومع صندوق النقد الدولي. أردوغان
يجب إيجاد بعض الحلول بالنسبة للوضع الاقتصادي داخلياً، وعلى المسؤولين أن يهتموا بالناحية الزراعية والتجارية والصناعية، وليس فقط بالنفط، حتى يستطيعوا، طبعاً هذا بحاجة إلى وقت ولكن يجب أن تكون لديهم خطة في هذا المجال، ويجب أن يكافحوا الفساد، حيث بات الفساد سبب رئيس للتدهور الاقتصادي والمشاكل المالية، والقضاء على الفساد ليس بالكلام عن الفساد في الإعلام، وإنما خطوات عملية لمكافحة الفاسدين الكبار والمسيطرين على بعض أمور الدولة المالية والاقتصادية، هذه الأمور كلها صعبة، ولكن نأمل أن تستطيع الحكومة على الأقل بالقيام ببعضها. أردوغان
- عادت العلاقات نوعاً ما جيدة بين الإقليم وبغداد، برأيك هل ستستمر تلك العلاقات الجيدة، مع هيمنة إيران على بغداد؟
**العلاقات أفضل الآن من السابق، وطبعاً هناك بعض التصميم من الجانبين لإيجاد حلول للقضايا المطروحة بينهم والعالقة، ولكن الوضع الاقتصادي والمسألة المالية لها دور كبير في هذه العلاقات، بين بغداد والإقليم، وأعتقد إن استطاعوا السيطرة على الوضع المالي والاقتصادي واستمرت الحوارات الجدية بين الجانبين وفق الدستور، قد يصلون إلى حلول لبعض القضايا وليست بكل القضايا ونأمل بأن ينجحوا في هذا.
- الضغط الأمريكي على حكومة بغداد وهولير، هل ترون بأنّ حكومة بغداد بقيادة الكاظمي لديه الاستقلالية في حلّ هذه المشاكل العالقة بين الطرفين؟ أم سيظل كرؤساء سابقين تحت رحمة الدول الاقليمة؟
**حكومة الكاظمي طبعاً ليست قوية، لأنّ الكاظمي نفسه ليس لديه حزب ولا كتلة، والكتل هي التي تتحكم بالحكومة، ما يعني من جهة يحاول أن يرضي الكتل، ومن جهة يرضي المتظاهرين، ومن جهة يحاول أن يحل المشاكل، وهي ليست سهلة أبداً، الأمريكان من بعيد يقولون حلوا المشاكل ولكن لم يتدخلوا يوماً ما بعملية حل المشاكل، ولم يساعدوا لا الكرد ولا الشعب العراقي في حل مشاكلهم، بل على العكس، وجود الأمريكان في العراق كان دائماً مشكلة وخلقوا مشاكل كثيرة لهذا البلد في نظري، وأنا أعتقد بأنّ الجانب الأمريكي نفسه له دور سلبي في العراق وليس إيجابي، ولم يقم بأي دور إيجابي خلال سنوات وجوده في العراق، أما الجانب الإيراني فهو أيضاً يمارس نفس الطباع، من خلال تعزيز المشاكل والنفوذ ومحاولة السيطرة أكثر، أنا أعتقد أنّ الأمور في العراق لا تحلّ من الخارج، فإذا لم تتفق القوى العراقية نفسها واستطاعت أن تتفاهم مع الجانب الكردستاني وفق الدستور والاتفاقات السياسية بحوار هادئ ومستمر، لا يمكن أن تستقر الأمور في البلاد. أردوغان
- الاجتياح التركي المتكرر والذي تجاوز حدوده لأراضي إقليم كردستان بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، ممن مطلوب التصدّي لهذا الاجتياح بغداد أم هولير؟
**أعتقد الجانب التركي وحكومة أردوغان لديها مشكلة بمعاداة الشعب الكردي، وpkk حجّتهم في ذلك، هم يقولون بأنّهم أعداء pkk، حيث يكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار أنّه لا توجد قضية كردية عندهم، ويقول نحن شعب واحد وعلم واحد ولغة واحدة، ومن لا يقبل يستطيع أن يترك الأتراك وتركيا، وأعتقد أنّ المشكلة الكبيرة هنا هي السياسة التركية وليس حزب العمال الكردستاني ولا غيره من القوى السياسية والعسكرية المعارضة، السياسة التركية معادية للكرد تريد حل المشاكل بالقوة والحرب ولا تقبل الحوار ولا العفو العام ولا السلام مع الجانب الكردستاني، ولا تقبل ذلك مع أوجلان ولا مع غيره.
أعتقد أنّه كان من المفروض على حكومة الإقليم، وبالتعاون مع حكومة بغداد، وهم ذو كتلة واحدة عراقياً، في الخارج، أن يقدموا شكوى منذ البداية إلى مجلس الأمن، وأن تكون الشكوى بشكل رسمي ويطالبوا بإخراج القوات التركية من كردستان، وبالتالي من العراق، ووقف الاعتداءات التركية على أراضينا، ولكن مع هذا لم يقوموا بذلك، وهذا تقصير كبير بالتزامن مع استمرار تركيا في اعتداءاتها، وتوسيع نشاطاتها إلى قبرص وإلى اليونان وليبيا وأذربيجان وغيرها، وهذه التوسعات والاعتداءات التركية من المفروض أن تتوقف حالاً، تركيا تعتمد على دعم الأمريكان لها وكذلك الروس، بمعنى أنّ الروس والأمريكان الاثنين ليسوا ضد الهجمات التركية هنا وهناك، لذلك تتمادى في هذه الهجمات وبهذه الاعتداءات. أردوغان
- بعد الحديث عن نقل السفارات الأجنبية _الأمريكية تحديداً_ من بغداد إلى هولير، أطلق الحشد الشعبي عدة صواريخ باتجاه هولير.. هل بنظركم إنّها رسالة إيرانية قوية لردع هذه الدول بالتراجع؟
**نعم إنّها رسالة إيرانية للكرد، بما معناه أنّه لا توافقوا على نقل السفارة إلى أربيل، وأنا شخصياً لست مع نقل السفارة لأربيل، لأنّها ستجلب لنا مشاكل نحن بغنى عنها، لذلك إذا كان عندهم سفارة في بغداد ويريدون إغلاقها، عليهم آنذاك أن يغادروا ولا يأتوا بالسفارة الأمريكية إلى أربيل، نحن مشاكلنا كثيرة ولا نريد مشاكل أكثر، وهذا هو رأيي الشخصي، ولا أعلم ماذا ستفعل أمريكا.
الآن ترامب كل تفكيره محصور بالانتخابات الرئاسية ومنافسه بايدن، بعد الانتخابات سنرى كيف سيكون الوضع، عندها سوف نرى خطوات جديّة وملموسة، أما في الوقت الحاضر هناك تهدئة من الفصائل، سواء لضرب السفارة الأمريكية، أو القوات الأمريكية حسب ما سمعنا، أعتقد أنّ هذه التهدئة لإيران دور فيها، ونأمل أن تحلّ المشاكل بالحوار وأن لا يغلقوا سفارتهم في بغداد.
- أحيا النشطاء العراقيون ذكرى انطلاق المظاهرات في الأول من تشرين الأول عبر مظاهرات تطالب بإنهاء الفساد والسلاح من العراق.. هل يستطيع الشارع فرض رؤيته على السياسيين العراقيين؟
**لا أعتقد أنّهم يستطيعون فرض رأي أو إرادة، لكن بالتأكيد مفروض على الحكومة التجاوب مع مطالب المتظاهرين، لكن المتظاهرين وحدهم لا يستطيعون التأثير في سياسة الحكومة العراقية. أردوغان
- اغتيل عدد كبير من نشطاء الحراك المدني.. ضمن الانفلات الأمني الكبير وانتشار السلاح بأيدي المليشيات.. هل تستطيع الحكومة العراقية وضع حدّ لهذه الجرائم؟
**الأجهزة العراقية وحكومة الكاظمي، إلى الآن، لم تتخذ خطوات عملية، ولا اعتقلت القَتلة، ولا قدّمت للمحاكمة أي متّهم، لذلك تبقى كلها وعود، والناس الذين في الشارع لا يثقون بهم كثيراً لأنّهم يريدون رسائل عملية، ولم تتم أي خطوات عملية لاعتقال هؤلاء وتقديمهم للمحاكمة.
- أخيراً: كيف تنظرون لاتفاقية التطبيع في شنكال التي حصلت بين حكومتي العراق وإقليم كردستان؟
**أنا منذ البداية ومنذ عام 2008 وبعدها عام 2013 وعام 2014 وكل السنوات التي تم البحث فبها بمسألة سنجار، كان رأيي دائماً أنّ هذه المنطقة يجب أن تدار من قبل أهالي سنجار، سواء قوات أو إدارة تنتخب أو تعيّن أو أي شيء، وأن تترك كل القوات الموجودة الحزبية هنا وهناك، سواء كان حزباً من الخارج، مثل ب ك ك أو ب ي د والحشد الشعبي، أو أي حزب جاء من خارج المنطقة، أن يتركوها حتى يدير أهلها أمورهم، حسب ما سمعنا أنّ هذه الاتفاقية سوف تكون هناك قوات من داخل المنطقة، من الناس الذين يعيشون في سنجار، الأيزيديين وغيرهم، وبنفس الوقت انتخابات لإدارة سنجار، انتخابات بين الناس بعد أن يعود النازحون لديارهم. أردوغان
إن كانت الأمور بحسب هذه التفاصيل، ستكون الأمور جيدة ومفيدة، أهل سنجار لا يحتاجون إلى قوات، بل يحتاجون إلى الإعمار، والعودة إلى مناطقهم، هذه هي المشاكل التي يعانون منها، وأعتقد أنّه يجب على كل الأطراف أن تتساعد بهذا الموضوع، وأن تكون لديهم قوات من نفس المنطقة، وألا تؤثر الصراعات الحزبية وتخلق المزيد من المشاكل لأهل المنطقة الذين هم بغنى عنها، لأنّهم عانوا ما عانوه من الإبادة والظروف التي مروا بها في هذه المنطقة المنكوبة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!