-
من يعبأ لموتنا ؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية عبر منسقها في مدينة غازي عينتاب أن الأولوية الآن بالنسبة للمنظمة الدولية هي للعمل على العلاج النفسي والفيزيائي.
ومنظمة الصحة العالمية هي التي تتولى دور القيادة العاملة مع مجموعة من المنظمات الدولية على كل ما يتعلق بالوضع الصحي للسوريين, النازحين بطبيعة الحال، وكان مؤسفاً اعطاء الأولوية للعلاج النفسي والفيزيائي، على أهميتهما، لكن عدداً من المنظمات السورية العاملة في القطاع الصحي انطلاقاً من مدينة غازي عينتاب نبّهت إلى أولوية الحالات الطارئة والإسعافية، خصوصاً في ظل موجة القصف الهمجية التي يقوم بها الأسدي والروسي على ادلب وريفها، وهو ما يتطلب تحركاً للحفاظ على حياة الناس وهو ما يجب أن يعتبر أولوية لا يجب تجاوزها أبداً.
ومن غير المعروف ما إذا كان بإمكان السوريين عبر منظماتهم هذه التأثير في ترتيب أولويات المنظمة الدولية أو تعديل سياساتها بما يضمن استخدام مواردها في الهدف الأسمى، ألا وهو الحفاظ على أرواح أكبر عدد ممكن من السوريين المهددة حياتهم تحت وابل القصف العشوائي القاتل لقوات الاحتلال الروسي وأدواته الأسدية.
في وقت سابق من هذا العام قام الصليب الأحمر الفرنسي بحملة إعلامية إعلانية لجمع التبرعات لتوفير مستلزمات العناية والرعاية للاجئين السوريين في تركيا، وسيكون من المؤسف ألا تستخدم هذه الأموال في الحفاظ على حيوات السوريين، وألا توجد آلية ما ليتتبع المتبرع أين ذهبت بالضبط تبرعاته من احتياجات أساسية.
في العام ٢٠١٦ على سبيل المثال، قدّم الاتحاد الأوروبي مبلغاً يقارب المليار ومائتي ألف دولار إلى الدولة اللبنانية، من أجل تعليم وصحة اللاجئين السوريين، وغيرها من احتياجاتهم، ومن الواضح أن الفساد في الحكومة اللبنانية والنظام اللبناني بوجه عام، حال دون صرف هذه المبالغ في تحسين أوضاع اللاجئين السوريين في هذا البلد، على العكس من ذلك، فقد حاولت حكومته إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم في ظل حكم الأسد المروع، ومخاطره التي لا تعد ولا تحصى.
استطاعت حكومة أردوغان التركية تحصيل مبلغ ٦ مليار دولار منذ أيام، وتم منح المبلغ لصرفه على احتياجات اللاجئين العاجلة والمرحلية وتحسين ظروف حياتهم، ولكن بالمقابل ليس هنالك أي ضمانات لقيام الحكومة التركية بصرف هذه المساعدات في مكانها، هي التي تذهب حتى النهاية في عمليتها العسكرية المسماة زوراً "نبع السلام" فتهدم بدل أن تبني وتقتل بدل أن تمنح الحياة!
الأوضاع المعيشية الصعبة للاجئين السوريين في تركيا والداخل وبلدان الجوار تطرح تحديات صعبة، أولها انقاذ الأرواح وليس آخرها التعليم، حيث يُحرم اكثر من خمسمائة ألف طفل سوري لاجىء من حق التعليم، بل ويجبر على العمل في سبيل إعالة نفسه وأسرته، دون أن يتجاوز بعد سن الطفولة!
تتحدث الأرصاد الجوية العالمية اليوم عن موجة صقيع موشكة أن تضرب المنطقة، حيث يستجير أهلنا بخيام لا ترد ريحاً ولا برداً، فكيف لها أن تقيهم صقيع عاصفة ثلجية!
منظمة الصحة العالمية ما تزال تضع خطتها بأولويات العلاج النفسي والفيزيائي, والناس يواجهون القصف والموت والعواصف!
فهل اعتاد العالم موتنا؟
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!