موراتوف: أعادت هذه الحرب روسيا إلى ما قبل غورباتشوف.. لن تغفر أوكرانيا أبداً

قال الصحفي ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام لرويترز إن أوكرانيا لن تغفر لروسيا أبدا بسبب الصراع المخزي الذي أعاد تطور روسيا نصف قرن إلى العهد السوفياتي قبل ميخائيل غورباتشوف.

تسببت الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا في مقتل عشرات الآلاف، وتركت بعض المدن الأوكرانية أراضٍ قاحلة، وأثارت أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

قال موراتوف، رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا منذ فترة طويلة وهي واحدة من آخر وسائل الإعلام المستقلة في روسيا، إن أوكرانيا لن توافق أبداً على السلام أو ضم أي من أراضيها.

وأضاف موراتوف الذي شارك في تأسيس شركة نوفايا غازيتا عام 1993 بأموال من جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها جورباتشوف في مقابلة في مكتبه المزين بعصي هوكي الجليد وعشرات الصفحات الأولى من الصحيفة: "أوكرانيا لن تسامح روسيا أبدًا".

وتابع موراتوف إن التكنولوجيا الحديثة أعادت أهوال الحرب للناس، إلى جانب الدمار الذي خلفته معركة ماريوبول في جنوب أوكرانيا وادعاءات ارتكاب جرائم حرب ضد الجنود الروس في إيربين وبوتشا.

قال موراتوف: "كثيرون يريدون أن يغفروا كل شيء، لكنك تنقر على محرك البحث: ماريوبول أو إيربين أو بوتشا. ولا يمكنك أن تسامح أي شيء ملعون بعد الآن". "كل خطوة في هذه الحرب وكل جريمة وكل طلقة وكل كيس ممزق ستبقى إلى الأبد".

اتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب جرائم حرب. وتقول روسيا إن مثل هذه الاتهامات كذبة. ولم ترد الحكومة الروسية على طلب للتعليق على تصريحات موراتوف.

أوكرانيا تحقق في عشرات آلاف الجرائم التي حدثت على أراضيها

وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن جنود روسيا "أبطال" وإن كل أهداف روسيا سوف تتحقق. ويصف بوتين العملية في أوكرانيا بأنها محاولة لإحباط مؤامرة غربية لتمزيق روسيا. وتقول أوكرانيا إنها تحارب احتلالا غير شرعي ولن تستسلم أبدا.

وقال موراتوف إن الحرب كانت "عاراً وطنياً هائلاً" قضى ليس فقط على نصف قرن من التنمية ولكن أيضاً يقضي على الأمل والحب والثقة في المستقبل بين الروس.

وتابع موراتوف إن الحرب دمرت سمعة الفيزيائي الروسي والناشط في مجال حقوق الإنسان أندريه ساخاروف ورائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين.

قال موراتوف: "لقد رجعنا إلى تطورنا بمقدار نصف قرن على الأقل في حقبة ما قبل غورباتشوف". وقال إن روسيا نسيت دروس الماضي، بما في ذلك الحاجة إلى إنهاء الحروب.

"لم يعد لدينا إيمان. روسيا والروس مكروهون. كان الحب شيئاً مهماً للغاية من أجل السفر والتعلم والإيمان بإلهك وقراءة الكتب التي تحبها."

وتوفي غورباتشوف، الذي أشاد الغرب به باعتباره الرجل الذي ساعد في هدم جدار برلين وإنهاء الحرب الباردة دون إراقة دماء، في 30 أغسطس / آب 2022.

ويشير موراتوف أنه ولسوء الحظ وفق قوله، فقدنا سمعتنا على مستوى العالم، وفقدان الثقة". "فقدان السمعة أمر يصعب استرداده".

وبعد أن دعم بوتين خطة تؤدي إلى الضم الرسمي للمناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من مناطق دونيتسك ولوهانسك وخرسون وزابوريزهيا ، قال موراتوف إن العديد من الروس غير مهتمين.

ليفانت نيوز _ وكالات