الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مُحاربو الأمس جياع اليوم.. هلاك نظام
إبراهيم جلال فضلون

مُنذ أول يوم اعتلى فيها المتطرف الفكري والأب الروحي لحُكم إيران اللا-إسلامية بالمرة، آية الله الخميني، عام 1979، وهو متبجح بنيته جهاراً "سنُصدرُ الثورة إلى دول المنطقة"، أي التدخل لتغيير أنظمتها بالإرهاب أو الحروب والفتن الطائفية التي نجحت في زرعها بأرض الشام وشعوبنا الأبية بسوريا والعراق ولبنان.

وما تزال تمارس وعودها الثورية في أرض اليمن وأفغانستان الأرض المحروقة في تشابه كبير بين سياساتها الخارجية وانهياراتها الداخلية التي اشتعلت وما تزال بالاحتجاجات والمُظاهرات التي امتدت من الحواضر إلى الأرياف التي كانت تعتبر الأكثر ولاءً.

والآن انضم إليهم أقرب الفئات إلى النظام من القضاة ومسؤولي السجون بل ومُقربي رأس الفساد لآن احتجاجاتهم معيشية ومادية وسياسية. زادتها (بلة) (لُقمة عيش)، وهؤلاء هُم من حملوا ثورتها السوداء ونشرها، المتقاعدين الإيرانيين ممن أنوا ولاذوا إلى العراء ببطونهم الخاوية وأمامهم موائد فارغة في مجموعة مدن إيرانية، (الأهواز، ورشت، وكرمانشاه، وشوشتر، وأراك، وساري، ودرود، وشوش). وغيرهم ناقمين من الوضع الاقتصادي، وكأنهم يحملون بطونهم على تلك الموائد وفيها شعار حالهم (الويل من كل هذا الظلم"- مُحاربو الأمس، جياع اليوم)، يُعانون من ويلات نظام عسكري (الحرس الثوري الإرهابي) مُؤدلج بعبادة الفرد (الخُميني) ينفق كل مقدّراته على تغذية حاجاته الأنانية عسكرياً، وعينه على جيرانه بالمنطقة ممن كانوا ناجحين كالعراق وسوريا ولبنان أو ممن هُم أثرياء اليوم بمنطقة الخليج.

يا له من نظام بائس مُتهالك يعيش في قوقعته العاجزة عن حمايته، فلا يأمن جيرانه ومن حوله شروره، حتى يخاف من مواطنيه بالداخل المُنهار (كعب أخيل).. فهل سيحصد ما حصد الاتحاد السوفياتي الذي انهارت قواه من سوء الإدارة الاستبدادية التي يرزخ فيها وما زالت بقاياه الروسية تئن منها وزادت بعزلتها بعد همجيتها بالغزو الأوكراني جارتها.

هذا الوضع الإيراني الداخلي لم ولن ينقطع، منذ بدء شرارة الاحتجاجات في 5 يونيو الماضي، لتُقابل كالعادة بالقمع واعتقال النشطاء والأبرياء. وذلك لا تُخطئه عين؛ لاتساع دائرته الناقمة عليه وعلى حرسه الإرهابي وميليشياته التي فاح (نتنها) من جيفة نظام محصور في ماضيه ذات البطولات الأسطورية الفارسية الواهية.

 

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!