الوضع المظلم
الإثنين ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
نصر الله بديلاً لسليماني خارج إيران

أدى مقتل "مهندس" استراتيجية إيران في المنطقة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، منعطفاً كبيراً في سياسات طهران الخارجية، كَون الرجل الثاني في إيران بعد المرشد علي خامنئي، كان شخصية محورية وأساسية في التمدد المُطرد لنفوذ النظام الإيراني في الشرق الأوسط، لاسيما في العراق وسوريا ولبنان، حيث كان يُعزز الروابط مع القيادة المركزية في إيران وأذرعها العسكرية الممثلة بحزب الله في لبنان والنظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية له، فضلاً عن الفصائل الشيعية في العراق.


ورغم أن  المرشد الإيراني سارع إلى تعيين اللواء إسماعيل قاآني قائداً جديداً لفيلق القدس، في خطوة أراد منها القول إن البديل جاهز، وإن سياساتنا الخارجية مستمرة ولم تتأثّر بمقتله، الا أن غيابه عن المشهد الإيراني في المنطقة مثّل ضربة قوية لها، لأنها استهدفت رجلها الأول في العراق وسوريا الذي لطالما تنقّل بين الخنادق والجبهات برفقة قادة الميليشيات الإيرانية في هذين البلدين، والذي أصبح نفوذه داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية جلياً في 2019 عندما منحه المرشد الأعلى علي خامنئي ميدالية وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذه الميدالية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979.


ويبدو أن تعيين اللواء قاآني مكان سليماني، محصور بالحرس الثوري في الداخل من دون الإشراف على الميليشيات التابعة لإيران في كل من العراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، على عكس سليماني الذي كان يجمع بين موقعه على رأس الحرس الثوري وملفات هذه الميليشيات.


وتبعاً لمصادر موقع العربية.نت، والتي رفضت الكشف عن هويتها، فإن القيادة الإيرانية سلّمت ملف أذرعها العسكرية في المنطقة إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليكون صلة الوصل بينها، لأن هذه المهمة التي كان يضطلع بها سليماني كانت تفرض التنقّل على جبهات القتال في ميادين متعددة، وهو ما بات متعذّراً على خلفه اللواء إسماعيل قاآني الذي قررت القيادة الإيرانية حصر مهمته فقط داخل إيران وعدم مغادرتها خوفاً من استهدافه عسكرياً كما حصل مع سليماني.


ورغم أن نصرالله لا يتنقل بحرية أيضاً إلا أن لديه القدرة على لقاء بعض قادة تلك الميليشيات، كما أنه نسج علاقات عميقة مع بعضهم أكثر من قاآني، ولا يبدو أن المهمة الجديدة لأمين عام حزب الله كانت مستبعدة كما تقول المصادر، لأنه كان يُشرف إلى جانب سليماني على مكتب ارتباط في ضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله) يضم ممثلين عن الفصائل المسلّحة التابعة لإيران (الحشد الشعبي، كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق، الحوثيين وفصائل عسكرية موالية في سوريا) في العراق وسوريا واليمن.


كما أفصحت المصادر أن نصرالله التقى في الأيام الماضية في بيروت قادة ومسؤولين كباراً في معظم الفصائل المسلّحة المؤيدة لإيران، غالبيتهم من قادة الميليشيات العراقية للبحث في التطورات بعد مقتل سليماني ومن أجل وضع خريطة طريق لمواجهة المرحلة المقبلة".


وقد دعا نصرالله قادة المليشيات العراقية إلى وضع خلافاتهم جانباً والتوحّد لمواجهة التصعيد الأميركي، لأن المرحلة حسّاسة ودقيقة تتطلّب توحيد الصفوف والجبهات حتى طرد الأميركي من المنطقة"، وبما أن المهمة الجديدة لنصرالله تفرض عليه التنقّل بين لبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى إيران كما كان يفعل سليماني من أجل تنسيق الخطوات، إلا أن مصير القائد السابق لفيلق القدس فرض عليه تشديد الإجراءات الأمنية حوله والحدّ من تنقّلاته، لذلك فإن عبدالله صفي الدين وهو شقيق رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان هاشم صفي الدين، سيتولّى نقل مقررات نصرالله مع قادة الميليشيات الإيرانية إلى القيادة في طهران، كَونه يُقيم هناك".


واعتبرت المصادر المطّلعة "أن الخطابين الأخيرين لنصرالله اللذين خصصهما لتوجيه تهديدات إلى الإدارة الأميركية رداً على مقتل سليماني، أراد من خلالهما تقديم أوراق اعتماده للمرشد الأعلى علي خامنئي والقيادات الإيرانية المتشددة بأنه "خير خلف لخير سلف"، وأن رسالة سليماني مستمرة في كل من العراق وسوريا واليمن وصولاً إلى لبنان، علماً أن لسليماني دوراً كبيراً في تعزيز وجود حزب الله بدأ في أواخر التسعينات من خلال الإشراف على تسليح وتدريب عناصر الحزب".


ليفانت-العربية

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!