الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • هجوم "الجيش الوطني" على شمال سوريا يُفنّد معارضته للنظام

هجوم
مليشيات المعارضة

اعتبرت تركيا أمس الاثنين أن الولايات المتحدة وروسيا لم تتخذا الإجراءات الضرورية لتسوية التوتر شمال شرق سوريا، مهددة بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة حال عدم إخلائها من "الإرهابيين"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.


وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تصريح صحفي: "الولايات المتحدة وروسيا لم تقوما بالخطوات الضرورية في إطار الاتفاقات التي توصلتا إليها مع تركيا بشأن الأوضاع شمال شرق سوريا وخاصة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة المحاذية للحدود التركية".


وأردف تشاووش أوغلو مهدداً: "سنطلق من جديد عملية عسكرية حال لم يتم تطهير هذه الأراضي من الإرهابيين"، متابعاً: "علينا القضاء على التهديد الإرهابي في المنطقة، وإذا لم نحصل على نتيجة، سنقوم بما يلزم مجدداً كما فعلنا عندما أطلقنا عملية نبع السلام".


ويتزامن التهديد التركي الجديد مع اتهامات يطلقها ناشطون كُرد في شمال سوريا، بتحايُل أطراف دولية وهي روسيا وأمريكا لتنفيذ سياسات تقوم على تسليم أراضٍ سورية بشكل تدريجي إلى تركيا، كُلاً حسب مصلحته، دون أي اعتبار لرغبات الأهالي في شمال سوريا أو النظر في المخاطر التي يمكن أن يشكلها التمدد التركي على حساب الأقليات العرقية والدينية هناك.


ويشير ناشطون إلى عمليات التسليم التي قام بها الجانبان الروسي والأمريكي لمناطق سورية بالتدريج، والتي بدات بتسليم أنقرة في العام 2016 مناطق ما تسمى درع الفرات، التي تضم مجموعة مدن سورية كجرابلس والباب ومارع واعزاز والراعي التي جرى تتريك اسمها إلى جوبان باي، ومن ثم تسليمها منطقة عفرين ذات الغالبية الكُردية، حيث كانت العقدة الفاصلة بين درع الفرات وإدلب الخاضعة للنصرة والنفوذ الاستخباري التركي.


وفي التاسع من أكتور الماضي، توسع الهجوم التركي على حساب السوريين بعملية ثالثة استلمت بموجبها تركيا المنطقة الواصلة بين مدينة "سريه كانيه\رأس العين" وتل أبيض، من الجانب الأمريكي، فيما لم تتمكن القوة العسكرية المحدودة لـ قسد من مجابهة آلة الموت التركية التي يرافقها مسلحون يطلقون على أنفسهم مسمى "الجيش الوطني السوري"، لكنهم يرفعون العلم التركي على أكتافهم ويتلقون مرتباتهم الشهرية من الجانب التركي ويمتثلون لأوامره.


وينوّه ناشطون إلى أنها لطالما كانت الحجة في مُحاربة "قسد" أنها توالي النظام افتراضياً، فإن مسلحي الجيش الوطني تركوا جميع جبهات النظام خامدة في درع الفرات، وتوجهوا للقتال على جبهات قسد، مؤكدين أن ذلك امتثال مُطلق للمُمول التركي.


وفي الوقت الذي يتهم فيه مسلحو الجيش الوطني قوات "قسد" بمولاة النظام السوري، يُصرح الأخير بأنه لا يقبل بـ قسد، كأطار عسكري مُوحد ذو قيادة مُنفصلة عن قواته، وهو ما يفند رواية مُوالاة قسد للنظام أو مُعارضة الجيش الوطني له.


فعقب شن تركيا هجومها المسمى "نبع السلام"، دعا النظام السوري الأفراد المقاتلين ضمن قوات سوريا الديمقراطية لتسوية أوضاعهم والانضمام لقواته، وهو ما رفضته قيادة قسد والإدارة الذاتية، بالتأكيد على أن الخطاب ينبغي أن يوجه للقيادة العسكرية وليس للأفراد، قائلةً: "أفراد قوات سوريا الديمقراطية يستحقون الثناء والتكريم وليس تسوية أوضاع ومراسيم عفو كتلك التي تصدر بحق المجرمين و الإرهابيين".


فيما كانت حادثة تسليم مسلحي الجيش الوطني لـ 18 أسيراً من قوات النظام نهاية اكتوبر، القشة التي قصمت ظهر البعير، مُشكلةً صدمة لبعض المعتقدين بأنها كيان عسكري يمكن أن يقوم بأعمال عسكرية بمفرده، وتُثبت كونها مليشيات مسلحة لا تمتلك أياً من قرارتها، مُلزمة تماماً بالتعليمات التركية الواردة إليها.


ليفانت-خاص


متابعة وإعداد: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!