-
خبيرة اقتصادية ببنك ستاندرد تشارترد: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مرمى تداعيات الرسوم الجمركية العالمية

أكدت السيدة كارلا سليم، خبيرة اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان في بنك "ستاندرد تشارترد"، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن تسلم تماماً من تداعيات الموجة الجديدة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم ما تبدو عليه من تحصين نسبي.
جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة حوارية لمناقشة أفاق الاقتصاد والاستثمار العالمي، والذي نظمه البنك في البحرين، حيث اجتمع نخبة من كبار التنفيذيين والخبراء الماليين لمناقشة التحولات المتسارعة في المشهد الاقتصادي العالمي، والتوجهات المالية المستقبلية، وفرص الاستثمار في الأسواق الناشئة.
وقد بدأت الفعالية بنقاش معمّق حول التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، وما أُعلن حديثاً من رسوم جمركية أمريكية، وسط تحذيرات من تأثيراتها الارتدادية على اقتصادات المنطقة، حيث أشار الخبراء إلى أن هذه الرسوم، التي حُدّدت بنسبة أساسية تبلغ 10% لدول الخليج ومصر وبقية دول المنطقة، تعكس الفوائض التجارية القائمة بين واشنطن وتلك الأسواق.
وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة في التاسع من أبريل عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، يُتوقع أن تعود الرسوم المفروضة على الدول التي لم ترد بفرض رسوماً مماثلة إلى النسبة الأساسية البالغة 10%، وفي المقابل، تظل الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم سارية، رغم أن تأثيرها يُعد محدوداً نسبياً و يشمل صادرات البحرين والإمارات.
في المقابل، لم تشمل الرسوم الجمركية الجديدة صادرات الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز والمنتجات المكررة والمعادن الحيوية، والتي تمثل نحو نصف صادرات دول المنطقة إلى السوق الأمريكية، وفي هذا السياق، أوضحت سليم أن أسعار النفط الحالية التي تبلغ حوالي 65 دولاراً للبرميل، تمنح كلاً من قطر والإمارات وسلطنة عمان وضعاً مالياً مستقراً يعزز من استقرارهم الاقتصادي وقدرتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
وأضافت سليم: "رغم أن المنطقة قد تبدو في مأمن جزئي إلا أنها لا تزال معرضة للتأثر بالتقلبات العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بأسعار النفط والتحديات المرتبطة بأسواق الصرف، ومع ذلك، فإن الظروف الحالية تفتح المجال أمام فرص واعدة لإعادة توجيه التدفقات التجارية وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، مما يسهم في ترسيخ موقع دول الخليج كمراكز محورية في شبكة التجارة الدولية."
وقد سلط الحوار الضوء على سبل تعزيز مرونة الأسواق الإقليمية من خلال مبادرات استراتيجية من أبرزها اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أطلقتها دولة الإمارات، والتي تشكل دعامة محورية في مسار التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.
وقد استُهلّت الجلسة بكلمة افتتاحية ألقتها السيدة رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، أعقبتها قراءة تحليلية للمشهد الاقتصادي الإقليمي قدّمته السيدة كارلا سليم، تبعها مشاركة السيد محمد فيروز، رئيس "ستاندرد تشارترد فنتشرز" في الشرق الأوسط.
وفي ختام الفعالية، صرح بطرس كلنك، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في البحرين قائلاً: " نحن نفخر بكوننا أول بنك دولي يباشر عملياته في سوق البحرين وبدورنا في دعم مسيرة التنوع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة. ومن خلال استضافة مثل هذه المنصات الحوارية الرائدة، نعمل على استقطاب رؤى عالمية ودمجها مع الخبرات المحلية، بما يسهم في بلورة نقاشات استراتيجية تربط بين الطموحات الوطنية والتوجهات الاقتصادية الدولية، ويعزز موقع البحرين كمحور فاعل في منظومة الاقتصاد العالمي."
.يواصل البنك حرصه على إطلاق حوارات استراتيجية مع مختلف الأطراف المعنية في البحرين والمنطقة، بما يسهم في رسم ملامح مستقبل قطاع التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!