الوضع المظلم
الخميس ١٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مدنيو الشمال السوري.. إحراق العلم الفرنسي استجابةً للتجييش التركي

مدنيو الشمال السوري.. إحراق العلم الفرنسي استجابةً للتجييش التركي
Capture

ليفانت- نور مارتيني


بعد التصعيد الأخير بين فرنسا وتركيا، وحرب التصريحات بين الجانبين، أعلنت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، الفصيل المتطرّف الذي يهيمن على مناطق شمال غرب إدلب، في شمال سوريا، عن حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، ترافقت مع دعوات شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، للاقتداء بالموقف التركي في المقاطعة. العلم الفرنسي


 

 

تجري هذه الدعوات، في وقت تعاني المنطقة من ظروف معيشية بالغة القسوة، وبالتزامن مع التصريحات من قبل الجهات الصحية عن نفاذ مسحات كورونا، في ظلّ ارتفاع كبير للإصابات.



وعلى الرغم من تقاعس الجهات التركية عن دعم المدنيين في مواجهة هذه الظروف، ومع ابتزازها المتكرّر للدول الأوروبية، من خلال تهديدها بفتح الطريق لهجرة المحاصرين في إدلب إلى أراضيها، غير أنّها لا تدّخر جهداً لإرغامهم على تبني سياساتها، ومن بينها مقاطعة المنتجات الفرنسية، والتي لا قدرة لهم على شرائها أصلاً، وإنما تعني مزيداً من التضييق على المساعدات الإنسانية الواردة إليهم من قبل المنظمات، في ظلّ مخاوف حقيقية من حملة عسكرية على إدلب، ضمن اتفاقات محور أستانة.


 

كذلك، قامت “الحكومة السورية المؤقتة”، والتابعة للائتلاف السوري المعارض، التي يهيمن عليها متنفّذون يتبعون لتركيا،  بمنع دخول البضائع الفرنسية عبر معبر تل أبيض، بسبب “مستجدات الأحداث الأخيرة المتعلقة بالإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه”. العلم الفرنسي



وفي السياق، تمّت الدعوة إلى تغيير “بروفايلات” فيسبوك، وكذلك تمّ تداول صور للرئيس الفرنسي، من خلال تحريف صوره على تطبيق “فوتوشوب” ومحاكاة صور الحيوانات.


وجاء التصعيد التركي تجاه فرنسا، بعد تصريحات رئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء بـ”تكثيف التحركات” ضد الإسلام المتطرف،والتي أطلقها بعد مقتل المدرس صامويل باتي، والذي تمّ قتله ذبحاً على يد شاب متطرّف، إثر عرضه صورا كاريكاتيرية للنبي محمد.


وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي، صوراً لعلم فرنسا وهو يداس بأقدام أتباع الفصائل العسكرية، والتنظيمات المتطرّفة، التي تتبناها تركيا، وتجيّرها لصالح مصالحها الضيّقة، مستغلة حالة الفوضى في الشمال السوري، وتدهور الأوضاع المعيشية لسكّانه.



كما رصد خروج مظاهرات عارمة في الشمال السوري، ضمن عدّة مناطق واقعة تحت سيطرة الميليشيات التابعة لتركيا، جرى فيها إحراق العلم الفرنسي، بمشاركة شعبية إلى جانب عناصر الفصائل، وردّدت هتافات من قبيل “لبيك يا رسول الله”. العلم الفرنسي


كما قامت المعابر التجارية مع تركيا، والتي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا، حيث تجني أرباحاً هائلة من عملية إدخال المدنيين إلى الأراضي التركية، بإصدار تعميمٍ يقضي بمنع دخول البضائع الفرنسية، عن طريق تلك المعابر، وهو ما قام به معبرا تل أبيض وباب الهوى الحدوديين.



اللافت في الموضوع، أن مظاهر مماثلة،غابت عن الشارع التركي، حيث لم تشهد أياً من المدن التركية مظاهرات شعبية، أو إحراقاً للعلم الفرنسي، أو حتى حظراً لإدخال البضائع الفرنسية إلى تركيا، ما يعطي مؤشّراً على طريقة أخرى يستغلّ من خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السوريين للضغط على المجتمع الدولي، بغية تنفيذ أجنداته.


ليفانت

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!