الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مطالب الحكم الذاتي في شرق السودان: مخاطر وتصعيد محتمل
السودان

أثارت الدعوات لمنح شرق السودان الحكم الذاتي مخاوف من تصاعد الأوضاع في الإقليم الذي يمثل مقرًا للجيش السوداني منذ اندلاع النزاع في الخرطوم. وقد طالبت مجموعة من قبائل البجا، الأكثر انتشارًا في المنطقة، الحكومة السودانية بمنح الإقليم الحكم الذاتي وفقًا لاتفاق سابق مع "مؤتمر البجا" خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير.

وفي بيان صادر عن الفريق شرطة عثمان أحمد فقراي، أحد القادة البارزين في شرق السودان، تم التأكيد على أن الإقليم يواجه ظروفًا دقيقة تستدعي التدخل العاجل لحل الأزمة الحالية. وأشار إلى أن الإضرابات في الموانئ وتعطل الأنشطة الاقتصادية تعكسان أزمة عميقة تعود إلى قضايا تاريخية لم تُحل منذ الاستقلال.

كما ذكر البيان أن اتفاقية عام 2004، التي وضعتها قيادات مؤتمر البجا، كانت خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والسلام، لكنها لم تُنفذ وتم تجاهلها لصالح اتفاقية جبهة الشرق التي فرضت بأجندة خارجية، مما زاد من تفاقم الأزمات بدلاً من حلها.

وطالب البيان القيادة العليا للدولة بإعادة النظر في الوضع الراهن وأخذ خطوات جدية لتفعيل اتفاقية 2004 ومنح الإقليم الحكم الذاتي، بدءًا بتعيين حاكم للإقليم وتنفيذ بنود الاتفاق.

اقرأ المزيد: سلاح الجو الإسرائيلي يدمر 20 موقعاً لفيلق تكنولوجيا المعلومات التابع للجيش السوري

وأشار البيان إلى أن الوضع الحالي لا يتطلب حلولًا عسكرية فحسب، بل يحتاج أيضًا إلى رؤية سياسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التعقيدات الأمنية والاجتماعية، محذرًا من أن تجاهل هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تفاقم النزاع وانتقال الحرب إلى الشرق.

من جهته، حذر المحلل السياسي عمار الباقر من تداعيات "الأزمة المكبوتة" في شرق السودان، نتيجة التهميش الاقتصادي والتنموي الذي يعاني منه الإقليم. وأوضح أن شرق السودان يعد برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة، خاصة في ظل ظهور ميليشيات متعددة إثر نقل قيادة الحكومة من قبل الجيش إلى مدينة بورتسودان.

وأشار الباقر إلى أن معظم هذه الميليشيات لا تمت بصلة لقومية البجا، مما زاد من شعور التوتر والمطالب المتزايدة للحكم الذاتي، رغم أن هذا المطلب لا يزال فرديًا وغير متفق عليه بين جميع مكونات البجا. ومع ذلك، قد تتوحد هذه القومية خلف هذا الطلب مع استمرار النزاع.

وأكد أن المطالبة بالحكم الذاتي، إن صدرت عن قومية البجا وحدها، ستثير أزمة كبيرة في الإقليم، نظرًا لوجود مجموعات سكانية أخرى غير متوافقة معها، مما قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع مجددًا في ظل استشراء السلاح.

كما أشار إلى أن "ميليشيا الأورطة الشرقية"، التي ظهرت مؤخرًا وتمثل قبيلة "البني عامر"، قد تعقد الأمور إذا لم تتوافق مع مطلب الحكم الذاتي.

وعلى الجانب الآخر، قلل المحلل السياسي عمر محمد النور من أهمية المطالبة بالحكم الذاتي في الوقت الراهن، مؤكدًا أن هذا الأمر يحتاج إلى حكومة شرعية لتحديده. وأوضح أن الأوضاع الحالية مختلة بسبب الحرب، ولا يوجد دستور أو حكومة تمنح أي جهة الحكم الذاتي أو الفيدرالي.

وأكد النور أن المطالب الحالية لن تؤثر إلا إذا اتحدت جماهير الإقليم حولها وقاموا بتصعيدها في احتجاجات. وذكر أن الوثيقة الدستورية الحاكمة بعد سقوط النظام السابق نصت على نظام الحكم الفيدرالي في السودان، وكان من المفترض حسمه خلال الفترة الانتقالية عبر مؤتمر خاص لم يُعقد بسبب الانقلاب على الحكومة الانتقالية في عام 2021.

### صراع الميليشيات

قبل ظهور مطلب الحكم الذاتي من قبيلة البجا، شهد إقليم شرق السودان صراعات بين الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، مما أثار القلق من اندلاع حرب جديدة في المنطقة. 

انحصر الصراع المشتعل بين "القوة المشتركة" التابعة لحركات دارفور المسلحة وميليشيات شرق السودان، بزعامة شيبة ضرار، حيث تعارض الأخيرة وجود حركات دارفور في بورتسودان وتطالب بإعادتها إلى إقليم دارفور.

وأكد "تيار الشباب البجاوي الحر"، الذي يمثل قومية البجا، أن وجود حركات دارفور المسلحة في الشرق يشكل تهديدًا لأمن واستقرار الإقليم.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!