-
برفعها للحوثيين من قائمة الإرهاب.. هل أطلقت أمريكا يد إيران في المنطقة؟
مرهف دويدري - ليفانت
تدعم إيران حلفاءها الانقلابيين الحوثيين في اليمن لشنّ هجمات متزايدة ضد السعودية، والتحالف الإقليمي الذي تقوده المملكة، حيث صعّدت إيران هجماتها عبر وكلائها مؤخراً في خطوة ينظر لها على أنها نوع من "الحرب الشاملة" التي تشنّها طهران في دول المنطقة، وباتت هذه الهجمات تستهدف المدنيين بطريقة متعمدة وممنهجة ما يجعلها ترقى لمستوى جرائم حرب، وتمكن التحالف من اعتراض وتدمير عدد كبير من الطائرات من دون طيار مفخخة، حيث تطلقها مليشيات الحوثي باتجاه المملكة.
ومن الواضح أن إيران تسعى إلى أقصى قدر من الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال التصعيد في منطقة تمتد من اليمن عبر خليج عمان إلى العراق وسوريا ثم لبنان، حيث تستخدم إيران عدداً كبيراً من التقنيات التي طورتها لدعم وكلائها، من صواريخ عيار 107 ملم في العراق إلى قواعد في سوريا، وكذلك الصواريخ الباليستية (SRBMs) في اليمن والألغام والصواريخ التي استهدفت السفينة الإسرائيلية في خليج عمان.ولم يكن مطار أربيل شمال العراق، بعيداً عن هذا التصعيد فقد تعرض لقصف صاروخي من قبل مليشيات مدعومة من إيران، ما أسفر عن مقتل متعاقد مع قوات التحالف الدولي، وردت القوات الأمريكية بدك مواقع مسلحين تدعمهم إيران في سوريا على الحدود مع العراق، في غارة أميركية جاءت رداً على الهجمات الصاروخية الأخيرة في العراق.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، بدأت مع شنّ الحوثيين هجوما سيطروا على إثره على العاصمة صنعاء. كما سيطروا على أجزاء واسعة من شمال اليمن.
اقرأ المزيد مجلس الأمن يعقد جلسة حول اليمن.. ومطالب بوقف انتهاكات الحوثيين
وكانت قد دانت الخارجية الأمريكية هجوم أنصار الله (الحوثيون) المستمر على مأرب وهجماتهم في المنطقة وبشكل خاص على السعودية، وكان قد أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات للرد على هذا السلوك عبر تصنيف اثنين من قادة أنصار الله، وهما، منصور السعدي، وأحمد علي أحسن الحمزي، حيث استخدما موقعيهما لشراء أسلحة من إيران والإشراف على الهجمات التي تهدد المدنيين والبنية التحتية البحرية، مشدداً إن تورط إيران في اليمن يؤجج لهيب الصراع ويهدد بمزيد من التصعيد، وسوء التقدير وعدم الاستقرار الإقليمي.
معارك مأرب واستهداف السعودية
دمّر التحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن، ثمان طائرات مسيّرات ملغومة أطلقتها جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، تجاه المملكة، خلال يوم واحد في أكبر تصعيد للجماعات المدعومة من إيران، ولم يحدد التحالف الاتجاه الذي أطلقت الطائرات المسيّرة صوبه لكن مغردين تداولوا صوراً عن اعتراض صواريخ في مدينة جدة الساحلية التي سبق وأن استهدفها الحوثيون، ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن التحالف قوله إنه دمّر خمس طائرات مسيرات ملغومة أطلقتها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، حيث صعد الحوثيون المتحالفون مع إيران من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ عبر الحدود على المدن السعودية في الآونة الأخيرة، واستهدفت في الغالب الجزء الجنوبي من البلاد. ويقول التحالف إنه اعترض معظم الهجمات.
وكان قد بدأ الحوثيون المدعومون من إيران هجوماً في بداية فبراير في اتجاه مأرب، "آخر معقل للقوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية في شمال البلاد"، وقالت مصادر عسكرية إن "المعارك اندلعت على ست جبهات، وأن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجمات، وأشارت الى أن المعارك ترافقت مع غارات نفذها التحالف، وعلى الرغم من الاتهامات الحوثية الأخيرة في مأرب والهجمات المتكررة بمختلف الأسلحة والصواريخ والتي حذّر منها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومن تداعياتها الإنسانية، إلا أن الجيش اليمني أكد أن المحافظة القابعة وسط اليمن باتت مؤمنة بالكامل ومستقرة.
وكان قد عبّرالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من التصعيد الحربي في محافظة مأرب وتداعياته الإنسانية على السكان والنازحين، إضافة إلى عديد الضحايا الذين يسقطون هناك.
واشنطن ترفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب!
رفعت الخارجية الأميركية ميليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب، وأبقت العقوبات على قادتهم وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدر الدين وعبدالله الحكيم، وقالت الوزارة في بيان "يهدف هذا الإلغاء إلى ضمان عدم عرقلة سياسات الولايات المتحدة ذات الصلة لعملية إيصال المساعدات لمن يعانون أساساً مما تم وصفها بأسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أنه سيتم شطب الحوثيين رسمياً من قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية، على أمل أن يدعم ذلك الجهود الإنسانية، مؤكداً إن أميركا ستراقب عن كثب أنشطة الحوثيين وتبحث عن أهداف إضافية للعقوبات، لاسيما على المسؤولين عن هجمات صاروخية على السعودية، وأضاف بلينكن إن "الولايات المتحدة لا تزال ترى بوضوح الأعمال الخبيثة لأنصار الله (الاسم الرسمي لحركة الحوثيين) وعدوانها"، وأشار إلى أن بلاده ستواصل تطبيق العقوبات المفروضة على قادة الحوثيين كأفراد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن "هذا القرار لا علاقة له بنظرتنا للحوثيين وسلوكهم المستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيين وخطف مواطنين أمريكيّين". وتابع المتحدث "أكدنا التزامنا مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات جديدة"، مشددا على أن "تحركنا هذا ناجم فقط عن العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة". وأشار إلى أن "الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أوضحت منذ ذلك الحين أنه (إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية) سيؤدي إلى تسريع أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
اقرأ المزيد تنديد أوروبي بانتهاكات الحوثيين: تؤخر آفاق حل الصراع اليمني
من جانبه اعتبر تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن رفع الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية فُسر بطريقة عدائية من الميليشيات الانقلابية مما شجعها على التمادي في إطلاق المفخخات المسيرة والصواريخ الباليستية تجاه المدنيين في اليمن وفي السعودية، فيما قالت جامعة الدول العربية إن رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب يرسل إشارة خاطئة وتصعيدهم مرتبط بالوضع الإقليمي، فيما يرى مراقبون أن الخطوة الأميركية غير مبررة وبعثت برسائل خاطئة، ما أوحى بوجود تراخي أميركي تجاه ملف الحوثيين وإيران ولذلك تستطيع السعودية تغطية احتياجاتها التسليحية من عدة مصادر رغم العلاقات الاستراتيجية مع أميركا، ومن يتابع مسببات الأزمة يدرك أنها لا تزال قائمة، وسبب الأزمة هو التمرد الحوثي على الدولة اليمنية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولا تزال الأوضاع قائمة، لذلك الحرب قائمة
الدعم الأممي.. هل يحمي اليمنيين؟!
أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن تعهدات الدول المانحة لتمويل عمليات الاغاثة في اليمن خلال مؤتمر افتراضي بلغت 1.7 مليار دولار، أي أقل من نصف ما يحتاجه البلد لتنجب المجاعة، معربة عن خيبتها، وقال الأمين العام للمنظمة الأممية، أنطونيو غوتيريش، في بيان إن هذه التعهدات "مخيبة للآمال"، وأن "أفضل ما يمكن أن يقال عن اليوم هو أنه يمثل دفعة أولى" بعدما كانت الأمم المتحدة تتطلع لجمع 3.8 مليار دولار، وشاركت نحو 100 دولة وجهة مانحة في المؤتمر تنظمه الأمم المتحدة بالتعاون مع السويد وسويسرا.
وبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني "يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة"، وتحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22% عن العام 2020، وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية جمعت العام الماضي 1,9 مليار دولار من أصل 3,4 مليار دولار كان يحتاجها البلد الفقير، وأدّى نقص التمويل في 2020 إلى وقف 15 من 41 برنامجا إنسانيا رئيسيا في اليمن، حسبما أفادت الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، فيما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!