-
نمو الاقتصاد الصيني على المحك.. خسائر فادحة للأثرياء
عادت عمليات الفحص الواسعة والمسؤولين الصحيين بالبزات الواقية في شوارع المدن على نطاق لم تشهده الصين منذ بدايات كوفيد، في ظل ارتفاع كبير في عدد الإصابات. وفرضت الحكومة الصينية إغلاقاً يشمل نحو 30 مليون شخص في أنحاء البلاد.
وأعلنت الصين تسجيل 5280 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، أي أكثر من ضعف عدد الإصابات المسجلة في اليوم السابق، في وقت تفشى المتحور أوميكرون في أنحاء الصين، التي اتبعت نهجاً متشددا قائماً على "صفر إصابات كوفيد".
وبهذا يعد سادس يوم على التوالي تسجل فيه أكثر من ألف إصابة جديدة في ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، ويتوقع الخبراء بأن يؤثر الأمر في النمو.
وقال "تومي وو" من "أكسفورد إيكونوميكس": إن "تجدد القيود، خصوصا الإغلاق في شنجن، سيؤثر في الاستهلاك ويؤدي إلى اضطراب في الإمدادات على الأمد القريب".
وأضاف أن الأمر سيشكل "تحديا" للصين لبلوغ هدفها في نمو إجمالي ناتجها الداخلي للعام الجاري الذي تم تحديده رسميا بنحو 5.5 في المئة. وتراجعت الأسهم في بورصة هونج كونج بأكثر من 6 في المئة، أمس، لتتفاقم خسائر اليوم السابق المرتبطة بقطاع التكنولوجيا.
وقال ريموند يونج المحلل لدى مصرف ANZ في مذكرة بحثية: إن "التقييد الجزئي لمقاطعات ثرية في جنوب وشرق الصين مقلق، إذ إنها تسهم في نصف الناتج الإجمالي الداخلي للبلاد وسكانها".
وألغيت عشرات الرحلات الداخلية في مطارات بكين وشنغهاي صباح أمس، وفق بيانات تعقب الرحلات. كما أدى تفشي الفيروس في مصانع تابعة لمجموعة "فولكسفاجن" في مدينة تشانجتشون في جيلين إلى إغلاق ثلاثة مواقع الإثنين لثلاثة أيام على الأقل، وفق متحدث.
ولفت جانج ويهونج كبير خبراء الصحة في الصين إلى احتمال تخفيف استراتيجية "صفر إصابات كوفيد" في مواجهة المتحور أوميكرون. لكنه حذر من أن تخفيف الفحوص واسعة النطاق وتدابير الإغلاق سيكون مستحيلاً على الأمد القصير. وتوقع المسؤولون الصحيون أيضا بأن يتم تشديد القيود قريبا.
وباتت 13 مدينة على الأقل خاضعة لإغلاق شامل، بينما فرضت تدابير إغلاق جزئية على عدد من المدن الأخرى. وكانت مقاطعة جيلين "شمال شرق" الأكثر تضررا، حيث وصلت الإصابات إلى أكثر من ثلاثة آلاف، وفق لجنة الصحة الوطنية.
ويخضع سكان عدة مدن بما فيها عاصمة المقاطعة تشانجتشون التي تعد تسعة ملايين نسمة إلى أوامر عزل منزلي. وأما مدينة شنجن التي تعد مركزاً للتكنولوجيا في جنوب البلاد بــ 17.5 مليون نسمة، فتخضع لقيود منذ ثلاثة أيام أغلقت بموجبها عديد من المصانع، فيما باتت رفوف المتاجر خالية تقريبا.
في الأثناء، فرضت السلطات قيودا على شنغهاي، كبرى المدن الصينية، لكن من دون إغلاق المدينة كاملة.
خسائر الأثرياء
بلغ إجمالي خسائر 78 مليارديراً صينياً ضمن قائمة أغنى 500 شخص في العالم نحو 52.1 مليار دولار نتيجة تراجع أسعار الأسهم الصينية حسب مؤشر بلومبيرج للمليارديرات،
في السياق، خسر كبار أثرياء الصين أمس الأول، نحو 52 مليار دولار من قيمة ثرواتهم نتيجة تراجع أسعار الأسهم. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن شونج شانشان المعروف باسم ملك المياه المعبأة في الصين تصدر قيمة الخسائر، حيث تراجعت قيمة ثروته بمقدار خمسة مليارات دولار.
في حين تراجعت ثروة بوني ما مالك حصة الأغلبية في إمبراطورية التكنولوجيا تينسنت هولدنج ليمتد 3.3 مليار دولار.
اقرأ المزيد: المركزي التونسي يسعى لتخفيف تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية
وتراجع سعر سهم شركة نونجفو سبرنج للمياه المعبأة المملوكة للملياردير شونج 10 في المئة في تعاملات بورصة هونج كونج. ورغم ذلك ظل شونج أغنى شخص في الصين بثروة قدرها 60.3 مليار دولار.
سجل سهم تينسنت أكبر تراجع يومي له منذ 2011 في أعقاب تقرير عن تعرض الشركة لغرامة قياسية بدعوى انتهاك قواعد مكافحة غسل الأموال. وتقدر قيمة ثروة بوني ما حاليا بنحو 35.2 مليار دولار.
ليفانت نيوز _ أ ف ب
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!