الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
أوروبا تناقش الاتفاق التركي مع حكومة السراج
أوروبا تناقش الاتفاق التركي مع حكومة السراج

عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، مشاورات حول كيفية الرد على اتفاق مثير للجدل بين تركيا وحكومة فايز السراج في طرابلس الليبية، في خطوة قد تسمح لتركيا بأن تصل إلى منطقة اقتصادية متنازع عليها عبر البحر المتوسط.


وأشعل اتفاق الحدود البحرية الذي أقره البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، نزاعاً طويل الأمد بين تركيا واليونان وقبرص ومصر حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز، شرقي البحر المتوسط.


وفي الرد على إبرام الاتفاق بين أردوغان والسراج، طردت اليونان السفير الليبي بسبب الخطوة التي قوبلت برفض دولي واسع، وقبل رئاسة الاجتماع، قال جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية الجديد بالاتحاد الأوروبي، "إنها ليست مسألة عقوبات اليوم."


مضيفاً أن الوزراء سيدرسون "مذكرة تفاهم" متفق عليها بين تركيا وحكومة السراج وتم نشرها فقط في الآونة الأخيرة، ومن جانبه، قال وزير الخارجية النمساوي ألكساندر شالينبرغ "إنه لأمر مثير للدهشة، فكيف قسموا البحر المتوسط فيما بينهم. يجب أن نرى كيف يمكننا التعامل مع ذلك."


وفي الأثناء، عارضت اليونان وقبرص ومصر، وهي دول تقع جغرافياً بين تركيا وليبيا، الاتفاق باعتباره مخالفاً للقانون الدولي، وهو ما يتفق عليه معهم شركائهم في الاتحاد الأوروبي.


بدوره، صرّح وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك: "إن هولندا دائما ما تكون مؤيداً قويا لحكم القانون الدولي.. ونحن نقف بجانب اليونان.. يجب دعم القانون الدولي."


وعلى الرغم من شراكتهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن اليونان وتركيا منقسمتان حول جملة من القضايا التي استمرت لعقود، بما في ذلك النزاعات الإقليمية في بحر إيجه، وقد وصلتا إلى شفا الحرب ثلاث مرات منذ سبعينيات القرن الماضي؛ إحداها حول حقوق التنقيب في إيجه.


ونشر سابقاً موقع "نورديك مونيتور" الاستقصائي، بنود ما تسميها أنقرة مذكرة تفاهم مع حكومة السراج، وتبعاً للتسريبات، فإن الطرفين حددا المناطق البحرية لكل منهما شرقي البحر المتوسط.


وتتضمن البنود أيضاً، في حال وجود مصادر ثروات طبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأحد الطرفين، تمتد لمنطقة الطرف الآخر، يمكن للجانبين عقد اتفاقيات لاستغلال تلك المصادر بشكل مشترك.


وعلى الخرائط، حددت الاتفاقية الجرف القاري، والمنطقة الاقتصادية الخالصة لكلا الطرفين، مشوهة لحقائق جغرافية، ومتجاهلة لدول قائمة.


وقد أدان مجلس النواب الليبي توقيع رئيس حكومة طرابلس فايز السراج، الاتفاق مع تركيا، واعتبره "خيانة عظمى"، محذراً من أن الجيش الوطني "لن يقف مكتوف الأيدي".


وفي قمة الرفض الإقليمي والدولي للاتفاقية، الباطلة وفق كل الاعتبارات، أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، أنها ستشرع في أعمال استكشاف وإنتاج النفط والغاز شرقي المتوسط، في إطار الاتفاق التركي الليبي.


وأغلقت أنقرة أذنيها عن كل التنديدات، ورفضت حتى تسلم مذكرة الاحتجاج القبرصية، مما أجبر نيقوسيا على اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، طلباً لحماية حقوقها السيادية، بكل الوسائل القانونية الممكنة.


بدوره، أكد الجيش الوطني الليبي أن مواجهة هذه الاتفاقية "أمر لا مناص منه"، مشدداً على أن المعركة أصبحت ضد الأطماع التركية في الأراضي الليبية، وأطلق الجيش الوطني الليبي قبل أشهر، عملية عسكرية واسعة للقضاء على الميليشيات المتطرفة في العاصمة الليبية، التي تعمل تحت إمرة حكومة السراج وتدعمها أنقرة.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!