الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إسماعيل هنية وشهيد القدس.. شعارات الممانعة التركية القطرية

إسماعيل هنية وشهيد القدس.. شعارات الممانعة التركية القطرية
شيار

لم يكتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بتقديم العزاء بمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بل شارك بالثقافة "اللطمية" مع الدوحة وأنقرة ووصلت بأن يشارك في مراسم تشييع جثمان سليماني في طهران، واصفاً إياه بـ"شهيد القدس".


قفز هنية فوق كل جرائم سليماني في مخيم اليرموك، الحجر الأسود، والحجيرة، ويلدا، وببيلا، في ريف دمشق، حيث يعيش الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المقاومين لسياسات نظام الأسد، ولم يتذكر لبرهة أن سليماني لم يكن سوى قاتلاً لأبناء القدس، الذين هاجروا من بلادهم عنوة إلى مقتلة الأسد في دمشق.


برأي هنية أن مقتل سليماني جريمة تستحق العقوبة وتزيده قوة لتحرير القدس، القدس التي باتت بالنسبة له ورقة إخوانية يتشارك فيها مع الدوحة وأنقرة، لتوزيع صكوك مقاومة على الفلسطينيين في المهاجر، دون حتى التطرق إلى من يقتل جثثهم في مخيمات الأنظمة المتعاملة معها حماس في المنطقة.


مع التقارب بين أنقرة وإيران، باتت حماس مضطرة لكسب طاعة الإيرانيين، وجمع التبرعات باسم الفلسطنيين، وتمرير الورقة الإخوانية في المنطقة، حيث لم توفر جماعة الإخوان المسلمين جهداً في تجنيد الناس أو كسب تأييدهم من خلال دعمها بالشعارات حول قطاع غزة وحركة حماس فقط.


تحاول تركيا استغلال الجانب الديني النضالي ضد إسرائيل في المنطقة، وتمرير مشاريعها السلطوية المهيمنة من خلال حركة حماس ذات الجذور الإخوانية، وجعل القضية الفلسطينية قضية استهلاكية بامتياز من خلال استغلالها في البرامج السياسية التوسعية للإخوان في المنطقة، حيث أصبحت غزة المركز الأهم للإخوان، لإطلاق شعارات مقاومة بعيدة عن نضال وتاريخ الفلسطينيين ولها ارتباط كبير بمصالح العدالة والتنمية الإخوانية في المنطقة.


بالتزامن مع العلاقة العضوية بين حماس والعدالة والتنمية، حاولت تركيا أن تكون ارتباطاتها غير معلنة بإسرائيل وعلاقاتها سرية معها لتمرير بعض الأوراق المتعلقة بالمنطقة، حيث مازالت القوافل التجارية بين أنقرة وتل أبيب مستمرة، منذ أول اتفاقية تجارة حرة بينهما، مع استمرار شعاراتها الكاذبة، التي تقول "على القدس رايحين.. شهداء بالملايين".


من ناحية أخرى، تتشارك الدوحة وأنقرة في استغلال حماس بأوراقها التوسعية في المنطقة، فكلنا يذكر الدعم المالي الذي قدّمه أمير قطر السابق عام 2012 للحركة، خلال زيارته قطاع غزة، حيث استلمت حماس منه 450 مليون دولار باسم مشروعات إعادة إعمار غزة التي مازالت قيد المتاجرة فيها، مع استمرار قطر بتدريب ما يقارب من 16 ألف مقاتل من حماس، وتقديم الرواتب والمعدات والأسلحة لهم توطئ وصمت إسرائيلي تام، بل ودعم إسرائيلي مكشوف لقطر في الملفات السياسية بالمنطقة، وحتى بحصولها على مقعد في مجلس الأمن عام 2005.


لعل التاريخ يحكم على العلاقة العضوية ما بين حماس وتركيا / حماس والدوحة، فالقاسم المشترك الوحيد يعود للبدايات، وللأصول التاريخية لحركة حماس والتي تعود إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين والتي تأسست على يد الشيخ أحمد ياسين، حيث كانت من الأفرع الأساسية التي أسسها حسن البنا عام 1928، ومنها انطلقت بدايات حماس التي نتجت عنها شخصيات كأمثال إسماعيل هنية، الباحث عن المجد الإيراني والإخواني بنفس اللحظة، رافعاً شعار القدس رمزاً لتلك المناقصات.


في الوقت الذي يجلس فيه إسماعيل هنية في خيمة سليماني بطهران، مازالت خيم النازحين الفلسطنيين من ريف دمشق إلى منطقة عفرين في ريف حلب مهترئة، يسيطر عليها ميليشيات تركيا التي تتقاسم معهم السلل الغذائية المقدمة من قبل حكومة العدالة والتنمية، وليبقى اسمهم لاجئين ونازحين من سوريا وفلسطين، وقوداً للأجندات التي تمارسها العدالة والتنمية في معادلاتها الديموغرافية بالشمال السوري.


كاتب وصحفي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!