-
إلى القامشلي.. نازحو الساحل يروون رحلة الهروب من جحيم العنف
-
يبدو أن غياب المساءلة الدولية وضعف آليات الحماية للمدنيين يسهم في استمرار دوامة العنف، مما يجعل مئات العائلات تسلك دروب النزوح المحفوفة بالمخاطر بحثاً عن الأمان المفقود

بدأت موجات نزوح كبيرة من الساحل السوري منذ السادس من آذار، حيث اضطرت العائلات للفرار بعدما تحولت مدنهم إلى ميادين اقتتال مفتوحة، وتعتبر هذه الموجة من بين أخطر الأزمات الإنسانية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، خاصة مع استهداف المدنيين بشكل مباشر وممنهج.
وأحدث القصف العشوائي، وعمليات الاختطاف والاعتقال التي اجتاحت اللاذقية وطرطوس، مئات الضحايا من المدنيين، وأجبرت الباقين على المغادرة للنجاة بأرواحهم.
ويشير محللون إلى أن هذه التطورات تنذر بتحولات ديموغرافية واجتماعية عميقة قد تؤثر على مستقبل المنطقة لعقود قادمة.
وانقسم الهاربون بين وجهتين أساسيتين، فمنهم من اجتاز الحدود نحو لبنان، ومنهم من سار في دروب الخطر إلى شمال وشرق سوريا، سعياً وراء ملجأ آمن يقيهم من الموت الذي طاردهم في كل زاوية من قراهم ومدنهم.
وتعكس هذه التحركات السكانية القسرية عمق الأزمة الإنسانية وتداعياتها على التركيبة المجتمعية في مختلف المناطق السورية.
وفي مدينة القامشلي، نقل بعض هؤلاء الناجين للمرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل مفجعة عن معاناتهم، مؤكدين أن عمليات القتل استهدفتهم بطريقة منظمة، وأن أيادي العنف لم تفرق بين رجل أو امرأة، بين طفل أو شيخ، فشهاداتهم شكلت صرخة في وجه المجتمع الدولي، تكشف حجم المأساة التي يتعرض لها المدنيون في الساحل السوري.
وتثير هذه الشهادات المؤلمة تساؤلات جدية حول مدى فاعلية آليات الحماية الدولية للمدنيين في مناطق النزاع المسلح.
واتهم النازحون بصورة صريحة مجموعات مسلحة مرتبطة بالسلطات السورية بتعمد استهداف المدنيين، مطالبين بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل لكشف ملابسات هذه الأحداث المؤسفة التي وصفوها بعمليات إبادة، وحذروا من أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الفظائع قد يمهد لمزيد من التصعيد الدموي والتهجير القسري.
وتظهر هذه الاتهامات الخطيرة مدى تعقيد المشهد الميداني والسياسي في سوريا، وصعوبة إيجاد حلول جذرية للأزمة المستمرة.
ووسط هذا المشهد القاتم، تبرز مناشدات الناجين كدعوة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقت تستمر فيه الانتهاكات دون رادع حقيقي، وتبقى العدالة بعيدة عن الضحايا الذين يتطلعون ليوم تُسمَع فيه أصواتهم أمام محاكم العدالة الدولية.
ليفانت-المرصد السوري لحقوق الإنسان
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!