-
الإدارة الذاتية تقلل من شأن تعديلات النظام الحزبية.. وتتطلع لمحاورة دمشق
أعلنت مصادر مقربة من الاجتماع الموسع لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" السائد في سوريا، الذي انعقد بتاريخ الرابع من مايو (أيار) الحالي، أن رئيس النظام السوري، الذي قاد الجلسة، صرح بأن الحكومة تعتزم التوصل إلى تسويات سياسية مع الإدارة الذاتية خلال الأشهر القادمة.
وأوضح المصدر أن الأسد أقصى فكرة الحل القتالي في التفاعل مع المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا، مؤكداً "بشكل قاطع عدم وجود أي عمليات قتالية في المنطقة الشمالية الشرقية للبلاد".
وأكد أن رئيس النظام أشار في تصريحه الخاص للحضور أن مدة التوصل إلى تسويات مع الإدارة الذاتية "لن تمتد لسنوات بل ستكون لأشهر معدودة"، بينما لم يذكر الأسد في خطابه الافتتاحي المذاع الذي استغرق حوالي ساعة وربع الساعة أي شيء عن الأحوال في المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا، وإنما ركز على تحسين الحزب من الداخل وأهمية دوره في مواجهة "التحديات التي تعترض الوطن" ومفهوم العلاقة بين الحزب والسلطة.
اقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا تستقبل وفدا دوليا لبحث إعادة الرعايا الأجانب
وتناول أيضاً مهمة اللجنة المركزية الأساسية في الحزب، بالإضافة إلى لجنة الرقابة والتدقيق الحزبية، وعملية المساءلة داخل الحزب، وضرورة تطوير الهيكل التنظيمي "كضرورة حزبية وقومية".
وفي أثناء الاجتماع، تم إعادة انتخاب الأسد سكرتيراً عاماً لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" بتوافق تام من جميع أفراد اللجنة المركزية، والذي شهد بدوره تبدلات هامة في تشكيلته أهمها تعيين الأسد لأخيه ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، إلى جانب 44 شخصاً آخرين من بينهم رئيس مجلس الشعب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بموجب مناصبهم، في حين تم انتخاب آخرين في الاجتماع ليصبح العدد الإجمالي 80 عضواً.
ولم تؤد التحولات التي حدثت في صفوف قيادة الحزب الحاكم في سوريا إلى تفاؤل أو ترحيب من قبل الأطراف السورية الأخرى، خاصة في المنطقة الشمالية الشرقية التي تديرها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، الحليف الأساسي للتحالف الدولي ضد الإرهاب.
وفي مقابلة حصرية مع "اندبندنت عربية"، قللت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لقسم العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، من شأن التعديلات الجارية في قيادة الحزب الحاكم، معتبرة أن الأمر يقع ضمن نطاق حزبي داخلي، وأضافت "نرى أنه لا يرتبط بالتحولات السياسية الكبرى، إنه إجراء حزبي صرف يتوافق مع إحدى المراحل ولكنه محدود الأثر لأن ما تم تعديله هو الأشخاص لكن في الواقع المؤسسات لم تتبدل وتحتفظ بالأيديولوجيا ذاتها"، ولفتت إلى أن دمشق لا تزال تحمل تصوراً غير واقعي للوضع السوري ولمشروع الإدارة الذاتية كما قالت، مستثنية "أي تفتح فوري"، وأعربت عن أملها في أن تعترف دمشق "بمشروعنا كما هو، باعتباره مشروعاً قومياً سورياً يحمل أهدافاً قومية سورية".
وعلى الرغم من استمرار الأزمة في البلاد لأكثر من 13 عاماً، لم تعلن حكومة النظام السوري عن أي استعداد للتفاوض مع الإدارة الذاتية التي تعلن بين الحين والآخر عن مواقف وتصريحات تظهر استعدادها للتفاوض مع جميع الأطراف بهدف الوصول إلى حلول سلمية، بما في ذلك النظام السوري، وتذكر الرئيسة المشاركة لقسم العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بخصوص موقفهم من إمكانية التفاوض مع النظام السوري من أنهم ما زالوا يسعون لتعزيز الحوار مع ما وصفته بـ"القوى المهتمة بتحقيق الاستقرار في سوريا".
المسؤولة الرفيعة في الإدارة الذاتية التي تولت منصبها الجديد بعد تركها لرئاسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في نهاية العام الماضي، أظهرت استعداد الإدارة الذاتية المستمر للتفاوض، مضيفة بأنهم منفتحون جداً "كوننا نؤمن بقضيتنا السورية ولا يوجد لدينا انخراطات أخرى كبقية الأطراف".
وبخصوص وجود وفود أو لقاءات تحضر لمفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق، قالت أحمد إنه لا يوجد حالياً نقاشات مع دمشق بخصوص الحوار، لكن أكدت وجود بعض الرسائل يتم تبادلها بين الطرفين من دون الكشف عن فحواها، مضيفة "نأمل في أن تلقى نتائج إيجابية في المستقبل القريب كون ذلك يخدم مصلحة سوريا ومصلحة شعبها".
وأنهت القيادية في الإدارة الذاتية حديثها برسالة للقوى السورية المختلفة ودعتها إلى تبني ما سمته "لغة الوطن السوري" كهدف وغاية على غرار ما تحذوه الإدارة الذاتية وفق تعبيرها.
ليفانت-اندبندنت عربية
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!