الوضع المظلم
الخميس ١٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • القاضي إبراهيم رئيسي جلاداً وقاضياً ورئيساً وداعيةً حقوقيةً.. شر البلية ما يُضحك

القاضي إبراهيم رئيسي جلاداً وقاضياً ورئيساً وداعيةً حقوقيةً.. شر البلية ما يُضحك
د. محمد الموسوي

عند مقارنة العلمانيين المسلمين من أبناء منطقة الشرق الأوسط بالمدّعين بالدين من أبناء نفس المنطقة نرى أنهم أفضل بكثير من المدّعين باسم الدين إذ لا يحملون المجتمع والعقائد أي ضرر وأكثرهم ملتزمون بضوابط وقيم الدين ويردعهم ما يحملونه من علوم وقيم أخلاقية وفكرية، وعند الإمعان قليلا فيما يجري بالمنطقة نجد أنه لا يوجد بلاء وابتلاء أكبر مما فيه الشعب الإيراني والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بسبب المدعين بالدين، وعلى رأسهم نظام ولاية الفقيه المتسلّط على إيران وتآمره مع الغرب على دول وشعوب المنطقة، وحقيقةً شر البلية ما يُضحك، وتنطبق على هذا النظام الآية القرآنية الكريمة: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).. هذا قول الله العزيز الكريم، وما قالته الناس "إن لم تستحِ فافعل ما شئت"، وهذا هو الوصف الذي يليق بنظام الملالي الفاشي المتحكم في إيران والمنطقة لما دأب عليه من النفاق والخداع والإجرام والتعدي على حقوق غير المتسترين تحت جلباب الدين وستاره، وينعتون غيرهم بالنفاق والشر والشيطنة كما يفعلون على الدوام مع منظمة مجاهدي خلق في حربهم الإعلامية ضدها منذ 45 سنة وهم أكثر خلق الله شراً ونفاقاً وكذباً ولؤماً وأكثر الكائنات شبهاً بنهج وسلوك المحتل الغاصب في فلسطين.

في تقرير خبري لها نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية إيرنا موجزاً عن الأخبار من ضمنها اتصال هاتفي بين الملا إبراهيم رئيسي، رئيس جمهورية الملالي، وبين رئيس وزراء النرويج، وفي الاتصال يُحيي رئيسي المُلا الجلاد (جلاد مجزرة الإبادة الجماعية لـ 30 ألف سجين سياسي سنة 1988) يُحيي موقف رئيس وزراء النرويج المطالب بوقف الحرب وحماية أرواح المدنيين الذين فرط بهم إبراهيم رئيسي نفسه، ومن نفاق الجلاد رئيسي قوله في هذا الاتصال الهاتفي مع رئيس الوزراء النرويجي حسب النص (قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن مقتل نحو 10 آلاف فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، يعتبر جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية ولا ينبغي أن تمر دون عقاب) وماذا عنه هو رئيسي شخصياً الذي كان عضواً رئيساً في لجان الموت التي أعدمت 30 ألف سجين سياسي بتوجيهات سياسية من خميني أسماها في حينها بفتوى وردد ورائه القطيع بأنها فتوى علماً بأنه لا علاقة لها بالدين، وماذا عنه هو عندما كان قاضياً وأعدم، وعندما كان رئيساً للسلطة القضائية وقُتل وأُعدِم وغُيِب تحت رعايته أكثر من 1500 شاب وشابة من الإيرانيين المنتفضين في انتفاضة 2019، وماذا عن المسجونين لأنهم طالبوا بحقوق أبنائهم الذين قُتِلوا وغُيِبوا ولا يعرفون عنهم شيئاً، وماذا عن انتفاضة 2022 التي قامت في عهده القائم، وكم طفلاً قُتِل وكم شابة اغتصبتها وقتلتها ونكلت بها وحوشهم السائبة في أرجاء إيران، وكم شاب أعدموا قتلوا تحت مسمى الإعدام، وماذا الطفلة البريئة آرميتا كراوند ذات الـ 16 عاما والتي قتلها وحوش فرض الحجاب البرابرة وفق قانون فرض الحجاب الجديد الذي صادق عليه مؤخرا مجلس الملالي، وبقيت هذه الطفلة بحالة غيبوبة وموت دماغي وربما موت تام لم تتجرأ حكومة الجلاد والقاضي والرئيس وداعية حقوق الإنسان رئيسي على إعلانه تجنبا لما حدث في حالة قتل حكومي مشابهة عندما قتل شرطة الآدب الشابة الكردية مهسا أميني (جينا أميني)، وبعد تكتم طويل ونشر تقارير متضاربة لتخدير الشعب نشروا خبر وفاة تلك الطفلة البريئة بتاريخ 28 أكتوبر 2023، ولم تكتفِ حكومة رئيسي داعية حقوق الإنسان بمنع أب وأم تلك الطفلة من رؤيتها فحسب بل حرموهم أيضا من دفن ابنتهم في مقابرهم، وكما خطفوا روحها قسراً منها دفنوها قسراً أيضاً، وماذا عن حالات الإعدام الجائرة التي تقوم وتشتهر بها حكومته وتعجل بتنفيذها كي تحرم المجني عليهم من فرصة الحياة، ولا يمكن تسمية هذا بالإعدام وإنما هو قتلٌ تعسفي، كما لا نعرف ما سر نظام ولاية الفقيه المتسلّط على رقاب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة في الإفراط بقتل واضطهاد الفتيات والنساء، وكل تلك الأحداث موثّقة دولياً لدى جهات أممية ومنظمات عالمية.

لست وحدك أيها الحمل الوديع الجلاد والقاضي والرئيس وداعية حقوق الإنسان رئيسي من يعتبر أن قتل عشرة آلاف إنسان في غزة جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية ويطالب بأن لا يفلت الجناة وشركائهم وكل من تسبب في موتهم من العقاب وكل من غدر بهم واستخف بأرواحهم وشتت وأضاع قضيتهم المشروعة، وكذلك وهو الأهم  فإن عشرات ملايين البشر في إيران والشرق الأوسط والعالم يريدون محاكمة مرتكبي الإبادة الجماعية لـ 30 ألف سجين سياسي في إيران سنة 1988 وقتل 1500 مواطن إيراني وجرائم الإبادة الجماعية التي حدثت بحق أعضاء منظمة مجاهدي خلق سكان أشرف في العراق وكذلك بحق الأكراد الإيرانيين المقيمين في العراق الذين ما يزالون يعانون منكم أيها الحمل الوديع، هذا بالإضافة إلى جرائم الحرب في العراق وسوريا واليمن.. وكثيرة هي جرائمكم في إيران وخارجها بالأدلة والمواثيق، وهنا نؤكد لك ولمن يتبعك انتفاعا أو جهلا بأننا مع محاكمة كل القتلة والمجرمين والإرهابيين والمدعين في العالم بما فيهم أنت ونظامك وعصاباتك ومن سار على نهجك من الخاطئين.

  مُلفتٌ جداً للانتباه ومستفزٌ أيضاً حديث إبراهيم رئيسي داعي حقوق الإنسان عن شهداء غزة المغدورين وعدم اكتراثه لما يحدث من قتل وجرائم إبادة وعدوان في باقي مناطق فلسطين المحتلة، وليس ذلك فحسب، بل إنه ما زال يجسد تآمر نظامه على القضية الفلسطينية عندما يعيد موقف نظامه من إسقاط الشرعية عن السلطة الفلسطينية بقوله إن الشرعية الفلسطينية لحركة حماس متناسياً أنه هو شخصياً ليس رئيساً شرعياً لجمهورية نظام الملالي حيث أتى من خلال مسرحية انتخابات استعراضية وعينه ولي الفقيه علي خامنئي تعييناً بعد أن قاطع الشعب الانتخابات، ولم يعينه خامنئي رئيسا لجدارته وإنما اقتضت المرحلة حماية النظام وإنقاذه من السقوط، وبالتالي تعيينه رئيساً وتعيين محسن إيجئي رئيسا للسلطة القضائية، وقاليباف رئيسا للمجلس والحرس محافظين على رؤوس المحافظات ورؤساء للبلديات الكبرى ووزراء وسفراء، وكل هؤلاء معنيين بالدرجة الأولى بإنقاذ نظام الملالي من السقوط والزوال إنقاذا لأنفسهم من الهلاك وضياع الامتيازات ومن المحاكمات التي سيساقون إليها شاؤوا أم أبوا عند سقوط النظام ووقوعهم في قبضة الشعب.

حقيقة الأمر إن المُدانين في جرائم الإبادة الجماعية في إيران والعراق وسوريا واليمن وفلسطين كُثر، ولو أن هناك عدالة في هذا العالم لاستغرق ملف محاكماتهم على جرائمهم البشعة عشرات السنين، ولولا دعم تيار الاسترضاء والمهادنة في الغرب لنظام الملالي وتغاضيه عن جرائمهم لتمت محاكمة ملالي إيران على أيدي الشعب الإيراني منذ سنين مضت.

وما زالت ثورة الشعب الإيراني قائمة شاء من شاء وأبى من أبى، ومن يدري فقد تتحول عمائم وأمعاء الملالي إلى حبالٍ مشانق لهم إن لم يجد الشعب حبالاً كافية لإعدامهم في محاكمات لن تستغرق طويلا فالإدانة متوفرة بأدلتها وملفات المحاكمة جاهزة وأولياء الدم وأصحاب الحق الشخصي ينتظرون تلك اللحظات بفارغ الصبر.

لا للحروب ولا للدكتاتورية والظلم.. لا لقتلة الأطفال.. وطوبى للثوار ومسيتهم.. طوبى للصادقين والصابرين المحتسبين.. والمجد للشهداء.. واللعنة على الطغاة والمجرمين والمنافقين والمدعين.

ليفانت - د. محمد الموسوي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!