جبهة النصرة تطوق مدينة عفرين

ينتشر الخوف والتوتر بين أوساط المدنيين من سكان مدينة عفرين الكردية الخاضعة لسيطرة الميليشيات السورية المسلحة المدعومة من أنقرة بعد تمكن هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقاً من تطويق المدينة بشكل كامل من طرف ناحية جنديرس وقرية ترندة.

وما تزال الاشتباكات بين عناصر ميلشييات الجيش الوطني الحر وبين عناصر هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة سابقاً على إثر قيام ميليشيا الجبهة الشامية بشن عملية عسكرية كبيرة ضد ميليشيا فرقة الحمزات بعد ثبوت تورطها في تنفيذ عملية اغتيال الناشط الإعلامي أبو غنوم في مدينة الباب.

وتشهد مدينة عفرين وريفها انسحابات بالجملة لكل من “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام”، يقابلها دخول فصائل “هيئة تحرير الشام وفرقة الحمزة وحركة أحرار الشام وسليمان شاه” إليها.

إلى ذلك، سيطرت تحرير الشام والفصائل الأخرى على جميع مقرات الجبهة الشامية وجيش الإسلام داخل مدينة عفرين عقب انسحاب الأخيرة منها إلى أعزاز.

على إثر ذلك، سلمت ميليشيا الجبهة الشامية كافة مقراتها وخرجت من المدينة نحو مدينتي مارع وأعزاز.

ونقلت السجناء من أبناء مدينة عفرين المحتجزين في سجن كفر جنة معهم نحو مدينة أعراز ذلك بعد تمكن سجناء سجن معراته صباح اليوم من الفرار من السجن باتجاه مدينة عفرين

وكشفت مصادر خاصة من داخل مدينة عفرين لليفانت نيوز عن انتشار حالة غير مسبوقة من الخوف والذعر بين صفوف المدنيين العزل، ولاسيما مع اقتراب أصوات الاشتباكات والقصف المدفعي نحو المدينة.

وتتجه هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) للسيطرة على كامل ناحية جنديرس وإغلاق الطريق الواصل بين مدينة عفرين وجنديرس من جهة وسيطرتها على قريتي قرزيحل و عيندارة من جهة أخرى مع استمرار أستهداف القرية بقذائف الهاون والدوشكا.

محال مغلقة والميليشيات تغادر الطرقات

وأكد من تواصلت معهم ليفانت نيوز في مدينة عفرين بأن الحركة اليوم شبه معدومة مع إغلاق أغلب المَحَالّ التجارية واختفاء شبه كامل لعناصر الميلشييات المسلحة في الطرقات والأحياء.

والتزم عناصر الميليشيات بمقراتهم العسكرية موجهين نداءات عن حيادتها في الاشتباكات الدائرة حاليآ بين الطرفين ولاسيما مع ورود أنباء عن نية هيئة تحرير الشام بتحديد مدة زمنية محددة للميليشيات المسلحة إما قيامهم بتسليم أنفسهم أو التوجه نحو مناطق نبع السلام.

وأفاد أحد أهالي مدينة عفرين لليفانت نيوز نتحفظ عن ذكر الاسم خوفاً من الملاحقة الأمنية قائلآ:

"إننا قلقون حول مصير المدينة بعد كل هذا التقدم الذي حققته الهيئة على حساب ميلشيات الجيش الوطني وتمكنها من تطويق عفرين المدينة من جهة ناحية جنديرس وقرية ترندة في ناحية المركز."

وأضاف المصدر: "تتأزم الأوضاع أكثر في مدينة عفرين، وينقطع التيار الكهربائي عن كامل المدينة نتيجة تعرض خط التغذية الرئيسي لأضرار كبيرة بعد استهدافها خلال الاشتباكات الدائرة.

قصف مدفعي واشتباكات مستمرة

ما تزال أصوات القصف المدفعي والاشتباكات مستمرة حتى لحظة إعداد هذا الخبر و ستكون الساعات القادمة مصيرية على مدينة عفرين وسكانها.

لم يتدخل الجانب التركي العسكري حتى الآن مكتفياً بالتراجع إلى داخل النقاط العسكرية بعد استهداف المناطق المتاخمة لحواجزهم ونقاطهم العسكرية.

وفي السياق، أفاد مصدر محلي من قرية قرزيحل لليفانت نيوز بأن القرية شهدت اشتباكات عنيفة جدآ امتدت لداخل القرية نتيجة مقاومة ميليشيا الجبهة الشامية التي كانت تتمركز في القرية ما تسبب في وقوع الكثير من قذائف الهاون والدوشكا بين منازل المدنيين خلال الاشتباكات.

ونتيجة لتلك الاشتباكات فقدت المسنة حنيفة موسى أولو 80 عام حياتها وهي من سكان قرية قرزيحل / كورزيليه نتيجة اصابتها برصاصة طائشة خلال الاشتباكات في فِنَاء منزلها.

ليفانت نيوز _ خاص