-
رسائل روسية خفيّة وراء قصف "مناطق نفوذ تركيا" شمال سوريا
اعتبر موقع الحرّة أنّ قصف روسيا لمناطق ريف حلب شمال سوريا، فهو بمثابة تهديد لأبرز المناطق الخاضعة للإدارة التركية، والتي تسعى أنقرة، منذ سنوات، لتثبيت الاستقرار فيها، موضحة أنّ هذا القصف ما هو إلا خطوات استباقية لمشروع "المنطقة الآمنة"، والذي تحدث عنه المسؤولون الأتراك على عدة فترات، وفي مقدمتهم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
وفي هذا الإطار، قصفت موسكو ومعها نظام الأسد بصواريخ بالستية سوقين لتجارة المحروقات قرب مدينتي جرابلس والباب شرقي حلب السورية، ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة العشرات، إلى جانب احتراق أكثر من 200 شاحنة محملة بالنفط، يقدر ثمن حمولتها بمئات آلاف الدولارات.
وقد اعتاد سكان ريف حلب الشمالي والشرقي في الأشهر الماضية، على هذا النوع من القصف الصاروخي، والذي يتركّز بشكل أساسي على أسواق المحروقات، ويخرج فقط من منصات القواعد الروسية والتابعة لقوات الأسد.
وبحسب الحرة، فإنّ هذه الأحداثٌ شكّلت وبشكل تراكمي "لغزاً يصعب حله"، لا سيما مع صمت بالمواقف من أنقرة وموسكو لتوضيح ما يحصل، سواء كان نتاج خلافات بين الطرفين أو عمليات ضغط يسعى فيها الطرف المنفذ لتحقيق مآرب، قد تكون عسكرية أو اقتصادية.
كما نقل المصدر عن أحد سائقي شاحنات الوقود التي طالها القصف الروسي في ريف حلب، حيث يقول إن الصواريخ البالستية الروسية أسفرت، الجمعة، عن تدمير وتضرر قرابة 300 شاحنة. الواحدة منها محملة بـ175 برميل نقط خام، بوزن تقريبي يزيد عن 36 طناًً"، مشيراً إلى أنّ أن عملية توريد المحروقات إلى ريف حلب الشمالي، الخاضع لإدارة أنقرة يحتكرها تاجر سوري يدعى "محمود الخليفة"، حيث تدخل جميع التوريدات تحت اسمه، والجهة التي تخرج منها هي حقول الرميلان في محافظة الحسكة، الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.
وأشار المصدر إلى أنّ الخليفة ينتقل بين الفترة والأخرى بين مناطق ريف حلب، وصولاً إلى مناطق سيطرة "قسد"، من أجل إتمام صفقات شراء المحروقات، وبعد ذلك يوضح السائق: "وصول المواد النفطية يتمّ عبر سائقين، يتولون نقل كميات النفط المحددة بعد تعبئتها في الشاحنات، يدخلونها إلى مناطق الإدارة التركية من المعبر الواصل بين منبج ومنطقة الحمران التي طالها القصف الصاروخي".
فضلاً عن ذلك، أثناء وصولها إلى منطقة الحمران، وأيضا إلى منطقة ترحين شمال مدينة الباب (ضمن مناطق الإدارة التركية)، تصطف الشاحنات لأيام وفي بعض الأحيان لأسابيع في ساحات يعود استثمارها للتاجر "الخليفة"، وتاجر آخر كان قد دخل على خط هذه العملية التجارية منذ قرابة شهر، وهو من عائلة "الجبان".
وأشار إلى أنّ "اصطفاف الشاحنات لأسابيع جعل منها هدفا سهلا للصواريخ الروسية"، ويشير إلى أن الضرر الأكبر يصيب السائقين كون ملكية الشاحنات تعود لهم، لاسيما أنهم يعملون بـ "الأجرة" على نقل المحروقات التي تعود كاملة لحساب التاجر محمود الخليفة.
وينحدر الخليفة من ريف حلب الشمالي، ويملك شركة كبرى لا يقتصر عملها فقط على توريد المحروقات من مناطق سيطرة القوات الكردية، بل ينسحب أيضا إلى تجارة الاسمنت والحديد، وتساعده في ذلك إحدى الفصائل العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني"، وبحسب السائق: "توفر له حماية أمنية وترفيق كامل للشاحنات".
يشار إلى أنّ 25 يوماً من القصف الروسي كانت "قوات سوريا الديمقراطية"، قد منعت تمرير شحنات المحروقات إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، والتي تعيش أزمات خانقة في الحصول على الوقود، الأمر الذي انعكس على مجالات اقتصادية أخرى، بينها الأفران وحصول المواطنين على الخبز.
اقرأ المزيد: الأقمار الصناعية ترصد آثار الدمار الذي خلّفته الغارة على"حرّاقات النفط البدائية"
جدير بالذكر أنّه منذ عام ،2020 نفذت روسيا عدة ضربات جوية استهدفت بها وسط مدينة الباب، والتي تضم مئات الآلاف من المواطنين الأصليين والنازحين، الأمر الذي فسّره مراقبون بمثابة رسائل تحاول إيصالها موسكو لأنقرة بأن المناطق الحدودية لن تكون آمنة ومستقرة على الدوام.
ليفانت- الحرّة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!