الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

خالد الجاسر

@khalid_Aljasir


ماذا لو تعايشت إيران ( الجزء الأول )


ماذا لو تعايشت إيران؟!.تُسمى جمهورية وتتألم القلوب لواقع شعبها المطحون دون ذنب، ليُعاني ويلات عقوبات خارجية وداخلية راح ضحيتهما خلال عقدين من الزمن، لتُنكره أفاعيل سياسات رافضية خامنئية، لم يحصد منها شعبه سوى آلام العُزلة والقطيعة، وضعف المصداقية والتكابر، وعدم اللامبالاة لأدنى حقوقه.


ماذا لو تعايشت إيران؟! فمنذ عام 1980 والإيرانيون يحتفلون كل عام بذكرى الثورة الخُمينية، التي زاد عدد الكافرين بها، كونها أعظم نكسة تاريخية في حياتهم، لأن شعوبهم كانت في زمن الشاه أفضل حالاً قبل اختطاف الدين والعودة بأرض فارس وقومياتها إلى ما يشبه العصور الوسطى، بعدما كانت شعوبها من مصاف الأمم المتقدمة على المستويات كافة، - رغم أن أواخر عهد حكم أسرة الشاه شابها بعض الفساد والإسراف المالي -، وكلما قرأنا مُذكرات أو روايات عن فترة ما قبل الخُميني نجد بين سطورها حنيناً لتلك الفترة الذهبية معيشياً ورفاهيةً واحتراماً لحقوق المرأة التي سحقها الخُميني وعصابته وتحويلها إلى خادمة في بيوت العجائز من الملالي والكهنة الذين أعادوا إيران لأطلال في سنوات قليلة، بعدما كأنت قطعة من أوربا، وبعدما كانت قوة صناعية وعسكرية، ومركزًا علميًا متفوقًا، ونموذج حضاري، سعدَ بها مُجتمعها ونَعِمَ بحياة ثرية تستهلك أحدث منتجات الثقافة والفنون العالمية، ودليلاً على ذلك "محسن سازكارا" كأخرين مثله، أحد الذين شاركوا في تأسيس الحرس الثوري، ولا يزال من نخبته، سُلطةً واطلاعًا، يتحدث بحسرة، بأنه لو عاد به الزمن لما شارك في تلك الثورة البلهاء، وأن إسقاط نظام الشاه كان خطأ نتيجتهُ مكلفة للشعب الإيراني الذي لا يبحث إلا عن مخرج بأي طريقة لبناء حياته في الخارج.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وهي أكبر اقتصاد في المنطقة بعد السعودية، وصل انتاجه المحلي عام 2016 - 412.2 $، وكانت الثانية عالميًا في احتياطيات الغاز الطبيعي، والرابعة في احتياطي النفط الخام المُثبت، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي لإيران، بما في ذلك إنتاج النفط، بنسبة 4.9 % في السنة المالية 2018-2019 مقارنة بالعام السابق، وفقا لتقريرSCI ، لينهار إنتاج قطاعي الصناعة والزراعة بمقدار 9.6 % و 1.5 %، على التوالي، ثم الخدمات الأخرى. التي توقع لها صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصادها في 2019 بنسبة 9.5%، وإعلان البنك الدولي أنه سيختم السنة المالية 2019 – 2020 بحجم يصغر 90% عما كان عليه قبل عامين، ليُصبح الأدنى عالميًا، علاوة على ذلك فان حصة إيران في الاقتصاد العالمي منذ سقوط الشاه قبل 4عقود، انخفض إلى النصف تقريبا من 2 في المئة إلى 1.1 %.. كل ذلك انعكس على عُملته المُتهاوية بأصفار رياله الواهن من 32 ألف مقابل الدولار الواحد عام 2015 إلى 140 ألف مقابل $ الواحد 2018 ليتوقع صندوق النقد أن يبلغ 35.7% هذا العام، جراء العقوبات، إذ يبلغ سعر الصرف الرسمي للريال الإيراني 42 ألف ريال مقابل $، لكن سعر السوق بلغ نحو 115 ألفا منتصف أكتوبر 2019، وفقاً لموقع أسعار الصرف الأجنبي ‭Bonbast.com‬.‬

ماذا لو تعايشت إيران؟! لكفت أهلها ويلات الجوع والفقر المُدقع لأكثر من 26 مليون إيراني تحت خط الفقر 2018، وبطالة اعترف بها مركز الإحصاء الإيراني بلغت 11.7% في الخريف الماضي، يُقابلها بذخ مسؤوليه وأبناؤهم، فماذا لو تعايش خاميني وأنظمته، وأنفق تبرعات شعبه التي وصلت إلى نحو 27 مليار ريال إيراني سنويًا، عليهم بدلاً من انفاقها على الحروب الطائفية بالمنطقة، وكفى بلاده من اندلاع مُحتمل لحرب لا طاقة لهم بها؟!.


ماذا لو تعايشت إيران؟!هذه القطيعة مع النظام السياسي ترافقها بطبيعة الحال غربة عن نسيج المجتمع الإيراني لذاته، ورغم ذلك لم ينجح 8 مليون مُهاجر إيراني خلال الأربع عقود الأخيرة- في بناء قاعدة مُعارضة، حتى فكرية، تهدد النظام المشدد.


نظرة: إن المستقبل مجهول لدرجة أنك لا تستطيع التخطيط له بعدما قام ثوار البلاء من اليسار ومتطرفي الإسلاميين، بمسحه، وإعادة كتابته كما فعل ماو تسي تونغ في الصين، والبلاشفة في روسيا.. ولعل الساعة قد اقتربت، والحقيقة قد كُشف زيفها، مهما حاول الملالي مطهُ فلابد وأن ينقطع، فأجنحتهم لم تَختبر قدرة الطيران.


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!