البروفيسور حنين مصعب: سوري أمريكي ثائر بمجال مكافحة الإنفلونزا

في ظل استمرار موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، وتفشي فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، يستحق الحديث عن البروفيسور حنين مصعب، الطبيب السوري الأمريكي الذي قدم إسهامات علمية هامة في مجال الوقاية من الإنفلونزا، وتطوير لقاح حي مُضعَّف يحمي من مجموعة واسعة من سلالات الفيروس.

وقد احتفت به السفارة الأمريكية في سوريا على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفته بأنه " ربما لا يزال موسم الإنفلونزا قويا في نصف الكرة الشمالي، لكن هل تعلم أن التطورات الحديثة في الحد من انتشار وشدة فيروس الإنفلونزا ترجع جزئيا إلى العمل الثوري لسوري أمريكي؟".

وأكملت بالتعريف: "أحدثت أبحاث الدكتور مصعب ثورة في نهجنا للوقاية من الإنفلونزا، حيث وفرت بديلا آمنا وفعالا للقاحات التقليدية وخفضت الأمراض والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا في جميع أنحاء العالم، لا يزال إرثه من المثابرة والإبداع يتجاوز مجال علم الأوبئة".

وأشارت إلى أن أبحاثه أحدثت ثورة في نهجنا للوقاية من الإنفلونزا، وخفضت الأمراض والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا في جميع أنحاء العالم.

ولكن من هو حنين مصعب؟ وما هي قصة حياته ومسيرته العلمية؟ ولماذا لا نجد الكثير من المعلومات عنه باللغة العربية؟

حنين مصعب ولد في دمشق في 11 حزيران يونيو 1926، وتخرج من مدرسة الشام الوطنية، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر أربعينيات القرن الماضي، وبدأ باستخدام اسم جون، وحصل على شهادات عليا في البيولوجيا والصيدلة والفيزيولوجيا والصحة العامة وعلم الأوبئة من جامعتي ميزوري وميشيغان، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1960.

وعمل مصعب في جامعة ميشيغان لأكثر من خمسين عاماً، وترقى في مراتبه العلمية حتى أصبح أستاذاً فخرياً لعلم الأوبئة، ورئيساً لقسم الأوبئة، ومؤسساً ومديراً لبرنامج الأوبئة الجزيئية في كلية الصحة العامة.

وكان مصعب مهتماً بدراسة فيروس الإنفلونزا ومكافحته، وبدأ أبحاثه في هذا المجال منذ عام 1960، عندما نجح في عزل فيروس إنفلونزا من نوع A-Ann.

وبعد سبع سنوات من العمل المتواصل، تمكن من تطوير فيروس متكيف على الحرارة الباردة، وهو فيروس ينمو في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، ولا ينتقل إلى الجزء السفلي، مما يجعله آمناً وفعالاً كلقاح حي مُضعَّف.

وبعد سنوات من الاختبارات السريرية والتنظيمية، رخصت الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء (FDA) استخدام اللقاح الذي يحمل العلامة التجارية "FluMist " في يونيو 2003، وهو أول لقاح حي مُضعَّف للإنفلونزا يُصرح باستخدامه على نطاق واسع في الولايات المتحدة، ويُعطى عن طريق الأنف، ويُقدم حماية فعالة ضد مجموعة واسعة من سلالات الإنفلونزا، كما يُساهم في تقليل انتشار الفيروس بين الأفراد.

ويُعد لقاح FluMist إنجازاً علمياً هاماً، حيث يمثل نقلة نوعية في مجال الوقاية من الإنفلونزا، ويخفف من الأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بالإنفلونزا، ويوفر بديلاً آمناً وفعالاً للقاحات التقليدية التي تُعطى عن طريق الحقن.

وقد حاز مصعب على العديد من الجوائز والتكريمات على مستوى الولايات المتحدة والعالم، نظير مساهماته العلمية والتعليمية والخدمية في مجال علم الأوبئة، وكان له تأثير كبير على العديد من الطلاب والباحثين الذين تلقوا تدريبه وإرشاده.

وفي حياته الشخصية، كان مصعب متزوجاً من هيلدا قيصر زحكة، وهي عالمة سورية أمريكية في مجال الأدوية، ولديهما توأم هما سامي وفريد، وتوفي مصعب في 1 شباط فبراير عام 2014 في منزله في ولاية كارولينا الشمالية.

وعلى الرغم من شهرته واحترامه في الأوساط العلمية الغربية، إلا أنه لم يلق الكثير من الاهتمام والتقدير في الأوساط العربية، ولم توجد الكثير من المعلومات عنه باللغة العربية، في حين تزخر المصادر الإنجليزية بمعلومات عنه وعن أعماله.

ليفانت-المهاجرون الآن