الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الرقة.. خمس سنوات على الخلاص من الإرهاب الداعشي
دمار الرقة

عقب خمس سنوات من طرد تنظيم داعش الإرهابي، من مدينة الرقة التي كانت معقله في سوريا، لا تزال المدينة تتعافى ببطء من الدمار الناجم عن المعركة بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتنظيم الإرهابي.

ولا تزال المباني المتضررة بشكل كبير تحمل آثار المعركة التي دارت في جنبات المدينة وانتهت في أكتوبر تشرين الأول 2017 بهزيمة تنظيم داعش، والتي كانت لحظة فارقة في زوال "الخلافة" المعلنة من جانبه في سوريا والعراق.

ويذكر راغب عبيد الذي لا يزال يعيش في منزل مدمر جزئياً إنه عقب تحرير الرقة، كان الناس "تخاف من منظر الدمار الموجود فيها وخصوصاً في الليل عندما تنقطع الكهرباء بعد منتصف الليل"، وأشار إلى أن قطاعاً كبيراً من المدينة أعيد بناؤه بعد التحرير.

اقرأ أيضاً: اعترافات: ضحايا داعش غير المسلمون دفنوا جنوب الرقة

وأشار "مع ارتفاع عملة الدولار مقابل الليرة السورية، أصبحت المواد ترتفع سعرها فخفت الأعمال معها"، ورغم ذلك، بدأت بعض مظاهر الحياة الطبيعية تعود على استحياء إلى في الشوارع حيث استعرضت داعش في السابق مركباتها العسكرية ونفذت عمليات إعدام. فاليوم، الحدائق العامة مفتوحة والشوارع مزدحمة بالسيارات والمارة، ويتفقد المتسوقون واجهات المحال التجارية.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية هزمت تنظيم داعش في الرقة بدعم من ضربات جوية شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وتركت المعركة أحياء مدمرة بالكامل.

وخلال عام 2019، ذكرت منظمة العفو الدولية ومجموعة ايروارز لإحصاء ضحايا الصراعات إن الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لطرد تنظيم داعش من الرقة أسفر عن مقتل أكثر من 1600 مدني، ونوّه التحالف في ذلك الوقت إلى إنه اتخذ "كافة التدابير المعقولة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين" وإنه يحقق في مزاعم مقتل عدد منهم.

والرقة واحدة من مجموعة مدن دُمرت خلال الحرب السورية المستمرة منذ 11 عاماً، والتي خرجت من رحم الاحتجاجات ضد حكم بشار الأسد في عام 2011، وفيما خفتت حدة القتال إلى حد كبير، تقول الأمم المتحدة إن عدداً متزايداً من السوريين أضحى بحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب.

وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف ومزقت سوريا إلى مجموعة مناطق، وتحكم الرقة اليوم سلطات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وليس الحكومة المركزية في دمشق.

وصرح محمد نور الذيب رئيس مجلس الرقة المدني إنه جرى إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والطرق وإعادة فتح المدارس والمستشفيات والمتنزهات، بيد أنه أشار إلى أن الموارد المتاحة "لا تتناسب مع حجم الاحتياج الذي تطلبه اعادة البنية التحتية" نظراً لكون إجمالي نسبة الدمار في الرقة تجاوز 90 بالمئة، كما لا تزال هناك مناطق من المدينة بدون كهرباء.

فيما صرح الموسيقي خميس طعمة (48 عاماً) إن التنظيم عمل على خنق كافة مظاهر الحياة الثقافية في المدينة، مضيفاً وهو الذي كان يخفي آلته الموسيقية إبان حكم التنظيم: "لم تتوافر في تلك الأيام فرصة للعزف على أي آلة (موسيقية) في الحفلات أو مقابلات للفنانين ولا أدباء ولا شعراء".

وأستمر بالقول إن "الحياة عادت" إلى الرقة بعد هزيمة المتشددين، مردفاً: "بعد التحرير رجعت الحياة للرقة، صار هناك تجمع للموسيقيين الفنانين، وصار عندنا مركز ثقافي ندرب فيه أطفال على الغناء وعلى المسرح".

ليفانت-سويس أنفو

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!