-
تغيرات متسارعة في ود مدني: بين تضارب الروايات وتأثيرات الحرب السودانية
مع استمرار التطورات المتسارعة في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة في السودان، يشهد الرأي العام تضاربًا كبيرًا في الروايات المقدمة من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول ما جرى في هذه المدينة الاستراتيجية. تاريخ الجمعة شهدت معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في أطراف مدينة ود مدني، مما أدى إلى انسحاب الجيش من بعض المواقع هناك، وسط تداول معلومات متناقضة حول ملابسات هذا الانسحاب.
في بيان صادر عن الجيش السوداني، أعلن عن انسحاب قواته من بعض المواقع في مدينة ود مدني، وأكد أن التحقيقات جارية لفهم الأسباب والملابسات التي أدت إلى هذا الانسحاب. في هذا السياق، أشار المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، إلى أن تعميمًا سيتم إصداره للرأي العام بشأن هذه الأحداث بمجرد انتهاء التحقيقات.
من ناحية أخرى، يظهر الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، اللواء ركن أمين إسماعيل مجذوب، أن هناك خطأًا عسكريًا في توقيت تغيير مواقع القوات، مما أدى إلى ما وصفه بـ"الانسحاب"، وأفتى بأن قوات الدعم السريع استفادت من هذا الوضع لدخول مدينة ود مدني.
تشير مصادر إلى أن الأوضاع في ود مدني قد تغيرت بشكل كبير بعد انسحاب الجيش، حيث تشهد المدينة اندلاع مواجهات بين الطرفين، حيث يحاول الجيش السوداني استعادة السيطرة على المدينة.
اقرأ المزيد: تدهور الوضع البيئي في تونس: أزمة النفايات تتفاقم دون استراتيجية واضحة
من جهة أخرى، يؤكد مستشار قائد قوات الدعم السريع، محمد المختار نور، أن دخول ود مدني كان وفقًا لترتيبات عسكرية محددة ومحكمة، مشيرًا إلى أهمية النقطة الاستراتيجية التي تمثلها المدينة وربطها بالعديد من ولايات السودان.
تحظى ود مدني بأهمية استراتيجية كبيرة حيث كانت تعتبر ملاذًا آمنًا لآلاف النازحين الفارين من النزاع الدائر في السودان. تشير التقارير إلى أن نصف مليون شخص نزحوا إلى المدينة خلال الأشهر الثمانية الماضية، مما جعلها مكانًا حيويًا للمدنيين الهاربين من العنف.
من المتوقع أن يتغير وضع ود مدني بشكل كبير بعد الأحداث الأخيرة، ورغم تصاعد التوترات والتحديات، يظل السؤال حول كيف ستتغير مستقبل المدينة وكيف ستؤثر هذه التطورات على الوضع الإنساني والسياسي في السودان.
