-
ثلاثة قرون على تأسيس الدولة السعودية.. ذكرى الميلاد على عتبة النهوض المستمر
في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) قبل نحو ثلاثة قرون، انطلق قبس من نور ليضيء جزيرة العرب على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، ليعلن عن انطلاق سفر من التاريخ محملاً بسيرة هائلة ومتنوعة من الطموح على قاعدة متينة وصلبة تهدف إلى بناء الدولة السعودية الأولى، دولة تتبنى قيم العدالة والتعمير والبناء والتواصل الحضاري الجاد.
ففي هذا التاريخ ارتسمت، لأول مرة، طموحات شعب في تأسيس ركائز دولة في خضم التحديات والمخاطر القصوى، المحلية والإقليمية والدولية، إذ ابتدأت رحلة طويلة من تاريخ شاق وصعب لكنه كان يحمل بين طياته بنية تتمتع بالمرونة والصلابة لجهة وضع اللبنات الأولى التي رسخت لأول مرة مفهوم الدولة التي تتمكن من مقاومة كافة الصراعات المحلية والأطماع الأجنبية لتقف بشموخ تدافع بكل ما أوتيت من قوة عن آمال وطموحات شعبنا العربي الأصيل على هذه الأرض الطيبة.
في هذا اليوم الخالد تأسس عمق تاريخي وقيم وطنية جامعة انبلج منها تراث سياسي وتاريخي حافل بالإنجازات ومستقبل يستشرف المزيد على ذات القاعدة والمرجعية ذاتها التي أسس لها الأوائل. وعمت مختلف مدن ومحافظات المملكة بالفعاليات الثقافية والفنية والشعبية، للاحتفال بيوم التأسيس الذي يؤكد على متانة الانتماء بالجذور الراسخة لهذه الدولة الممتدة، بينما انطلقت في العاصمة، الرياض، أكبر استعراض حي يري قصة الميلاد والبدايات في فعالية فنية ثقافية لافتة، وقد ساهم في حدوثها أكثر من 3 آلاف مؤدٍ لتقديم عدة لوحات غنائية ومسرحية راجلة، حيث كشفت بصورة شفافة ولماحة درجات التنوع الثقافي والثراء المجتمعي، الذي تحظى به البلاد، كما تحدث طاقة بصرية جمالية وفنية مثيرة بالكلمة والصورة والموسيقى.
حقيقة، إن الاحتفال بيوم التأسيس له دلالات ومضامين جمّة، لعل من أبرزها أن الشعوب والأمم الحية تختزن محطات مهمة في ذاكرتها لتبعث في الأجيال والوطن قيم سياسية ومعرفية تحرضهم على مواصلة ما قدمه رجال أفذاذ كان لهم المرتبة العالية في التاريخ عندما أدركوا أن الدولة هي سياج الكرامة وحياة الإنسان، وهي حاضنة البناء والعمران.
فاليوم ونحن في مملكتنا الثمينة والغالية، إذ نحتفل بهذا اليوم المجيد، فهو مبعث لمزيد من التلاحم بين الشعب والقيادة لنكتب على ثرى هذه الأرض المباركة قصة مملكة عظيمة تسورت بالكتاب والسنة وأعلت كلمة التوحيد لتظل رايتها خفاقة بالانتصار على القوى المتربصة والمعادية.
إنه يوم نقف به جميعا لتأكيد قيم المواطنة والوفاء والتضامن والعمل والمثابرة لإنجاز أهداف رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رعاه الله، في إرساء وتدعيم النهضة الشاملة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وعبر هذا اليوم نضع بإلحاح شديد أسمى آيات المحبة والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- وكذا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والذي يستكمل من خلال رؤيته ومثابرته الجادة إعلاء البنيان لنقطف معاً وسوياً ثمار النجاح والتميز في دولة يحق لنا أن نفخر بها ونفاخر الكون بأننا نعيش في المملكة العربية السعودية. وتسعى المملكة على نحو دؤوب من خلال خطط العمل والبناء المتواصلين، سياسياً ومجتمعياً واقتصادياً، إلى تنفيذ استرايتيجيتها باتجاه أن تضحى مركزاً حيوياً في مجالات عدة ومتفاوتة، من بينها الخدمات اللوجيستية في قطاعات عديدة، بما يجعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً مؤثراً، الأمر الذي يحقق لها التنمية الشاملة.
هذه الاستراتيجية الوطنية الشاملة سوف تجعل المملكة لها مركزية لوجيستية بين القارات الثلاث، وهو ما يعكس تطور المشروعات الكبرى بالبلاد وتوافر البنية الأساسية، وتمكين المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية، وكذا اعتماد حوكمة لها فعالية لجهة تعزيز العمل المؤسسي بناء على رؤية 2030، وهو ما يصل إلى أقصى درجات الاستدامة التنموية.
ليفانت - فوزية آل غاصب القحطاني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!