-
عشرات آلاف السوريين الذين يملكون "كيملك" اختفت بياناتهم بشكل مفاجئ
في بداية الثورة السورية ومع أشتداد وتيرة القصف على المدن السورية, فرّ ملايين السوريين إلى تركيا كونها قريبة للمناطق الثائرة التي طالها القصف.
في بداية الأمر فتحت تركيا أبوابها على مصراعيه لاستقبال السوريين وفي ذلك الوقت "خرج الرئيس التركي" رجب طيب أردوغان ورحب بالسوريين بدون قيود وأعتبرهم مهاجرين وأن الأتراك هم الأنصار, التي ستناصرهم وتساندهم.
ومع استمرارية الثورة في عامها الثامن, على مايبدو أن الأمر أصبح مختلفاً تماماً، أو اتضحت اللعبة على الشعب السوري بشكل أوضح, حيث أننا بدأنا نلاحظ أن كل الدول التي حطت رحالها في سوريا, تسعى إلى مصالحها الشخصية على حساب الشعب السوري, وأن الأسد همّه الوحيد الحفاظ على ماتبقى من كرسي السلطة, وأن خسر كل سوريا.
حتى وأن كانت للأتراك أو الروس أو الميليشيات الإيرانية, أو الأمريكان الذين بسطوا سيطرتهم على النفط السوري, حتى بات المواطن السوري عاجز عن فعل أي شي همّه الوحيد فقط أن يهرب من الموت والملاحقة في كل وقت .
وتزامنت تلك الإجراءات التي ضربت بعرض الحائط مقولة "المهاجرين والأنصار"، التي قرّر الرئيس أردوغان فتح حدود تركيا أمامهم، في بداية الأزمة السورية على أساسها، بعد أن نقلوا أكثر من ألف مصنع معهم من حلب إلى تركيا، وتتصاعد تلك الإجراءات يوماً بعد يوم، حتى وصلت إلى ملاحقة السوريين في الأزقّة والشوارع، خاصة في إسطنبول، من قبل الشرطة التركية، بوصفهم "مجرمين"، والعمل على ترحيلهم إلى مناطق إدلب وعفرين السورية، المسيطَر عليها من قبل تركيا بشكل مباشر، أو من خلال وكلاء.
مع استكمال برنامج تحديث بطاقات الحماية المؤقتة الخاصة بالسوريين في تركيا "الكمليك" إلا أنها توقفت عشرات آلاف القيود لسوريين يملكون "كمليك" اختفت عن السيستم لدى الحكومة التركية .
وضجّت علي أثره أغلب مواقع التواصل الاجتماعي بخبر مفاده إيقاف القيود لحاملي الكملك، وذلك بسبب الكم الكبير من القيود الذي تم توقيفه, وهل هذا الإيقاف جاء بقصد الحكومة التركية أما أنه غير مقصود عبارة عن خطأ تم ليحرم آلاف السوريين من "الكمليك".
وقال شاهد عيان لـ"ليفانت" لم يفصح عن اسمه خوفاً من الملاحقة الأمنية, قائلاً: "ذهبت إلى مركز شعبة الأجانبة دائرة الهجرة شعبة النفوس وأنتظرت حتى أن جاء دوري".
وأضاف: "عندما وصل دوري توقفت أمام الموظف وقلت له أرغب بتحديث البيانات, طلب هويتي ونظر إلي وقال هويتك لايوجد فيها قيود, وكأن الموظف يقول لي أنت من بين آلاف السوريين الذين توقفت قيودهم".
وقال الشاهد: "أنا أملك كمليك صادر من ولاية إسطنبول, الآن بدون سجل رسمي وقد عللت الحكومة التركية على ذلك أن هناك خللاً في المنظومة الرقيمة".
وتقول التقارير التي أطلعت عليها "ليفانت" أن نحو 80 ألف مدني في تركيا إلغيت قيودهم.
هذا وأن السلطات التركية تداهم منازل السوريين المقيمين على الأراضي التركية بحجة, التأكد من الكمليك وأن كان هناك تثبيت في النفوس للمنزل, وأن كان غير مستوفي القانون يرحّل إلى سوريا أو إلى ولاية آخرى بحسب الكمليك الصادر لديه.
ويذكر بعض السوريين يجري ترحيلهم حالياً إلى الشمال السوري خاصة إذا لم تكن معهم إقامة أو بطاقة حماية مؤقتة.
ويقول شهود عيان تحدثت معهم "ليفانت" إن السلطات في إسطنبول تجبر العديد من المهاجرين السوريين على التوقيع على وثائق عودة طوعية لا يستطيعون قراءتها أو فهم محتواها, حيث يتم إيقافهم في الطرقات والشوراع وإجبارهم على التوقيع عليها وهم لايعرفون على ماذا يوقعون, وخلال فترة وجيزة يداهم الأمن منزلهم وإذا بهم نقلو إلى سجن "كبزة" ومن ثم رحلو إلى سورية, ليتبين أنهم قد وقعوا على الوثيقة للترحيل.
وضجت صفحات السوريين في تركيا, وكل ما يمت إليهم في مواقع التواصل، بمئات المنشورات التي تتحدث عن إيقاف قيود مئات الهويات الخاصة بالسوريين في تركيا، مع روايات وتكهنات وتوقعات مختلفة تراوحت بين نية الحكومة التركية ترحيل بعض الفئات من السوريين.
ويصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو ثلاثة ملايين و663 ألف شخص أي بنسبة 4.5 في المئة من إجمالي الشعب التركي (80 مليوناً)، وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات التركية في يناير 2019.
أما في إسطنبول فيبلغ عددهم نحو 559 ألف شخص بحسب بيان لـ "المديرية العامة للتعلم مدى الحياة" التركية نشر العام الماضي، وقد يزيد هذا العدد إذا أضيف إليه غير المسجلين، وذلك من مجموع 14.6 مليون يسكنون إسطنبول.
خاص ليفانت - سامر الحلبي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!