الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
أزمة المحروقات وانحسار الغطاء النباتي في سوريا
أزمة المحروقات وانحسار الغطاء النباتي في سوريا
لا وقود للشتاء في سوريا بينما يهرّب الوقود إلى لبنان بعدة طرق تستحوذ عليها مافيات ميليشياوية، وخط الغاز العربي لم يفعّل بعد! والأكثر خطراً هو الغطاء النباتي من الأشجار الحولية الذي بات مهدداً بالانقراض.

يشتكي المزارعون في كل المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام من التفات العصابات المحلية والمرخصة من قبل الأجهزة الأمنية لعمل موسمي انتشر بشكل مخيف في كل المحافظات ومنذ عدة سنوات، ففي هذه الفترة، ومع بداية فصل الشتاء، تكثر عمليات التحطيب، ويعتبر هذا الأمر طبيعياً كونه يترافق مع عملية التقليم للأشجار في هذا الفصل، إلا أنه ونتيجة الأزمات الخانقة التي مر بها السوريون، من حيث مازوت التدفئة، تحول هذا التقليم إلى تحطيب لا بل تحطيب جائر أصاب في البداية الثروة الحراجية في كل المناطق، نظراً للشح في توفر المحروقات وارتفاع أسعارها إن وجدت في السوق السوداء.

لبنان

ولكن هذا العام أخذت شكلاً مختلفاً يصل لدرجة الجريمة الموصوفة، وفي ظل عدم التزام حكومة النظام بتأمين مازوت التدفئة للأهالي بالسعر المدعوم، تحركت العصابات والمدعومة ميليشاوياً للحصول على كميات كبيرة من الحطب، نظراً لزيادة الطلب عليه، وارتفاع سعره، حتى وصل إلى 700 ألف ل.س للطن، فبدأت بالمناطق الحراجية، واقتلعت ما نجا من الأشجار بعد الحرائق الكبيرة التي قضت على معظمها هذا العام.

اقرأ المزيد: السويداء: القطاع الصحي الحكومي.. عجز مطلق

والأمر لم يتوقف على الأشجار الحراجية، فبدأت العصابات باستهداف بساتين وكروم المزارعين واقتلاع جنى عمرهم ومصدر رزقهم بدون أي رادع، مستقوين بأسلحتهم وببطاقاتهم الأمنية، فلم يتبقَّ لأصحاب البساتين والكروم إلا البقاء في كرومهم كل الوقت أو استئجار حراس ليردعوا هذا العصابات، لكن وبالرغم من هذه الإجراءت، إلا أنه سجلت الكثير من وقائع اشتباكات بين الأهالي وحراس البساتين مع هذه العصابات، كما حدث في منطقة ظهر الجبل في السويداء، وانتهت بالعثور على سيارة شاحنة محملة بالحطب ومركونة بأحد أحياء المدينة بدون سائقها أو أي مرافق لها، فمن الواضح أنها تعود لأفراد العصابة الذين تم الاشتباك معهم، وقد وقعت في صفوفهم إصابات فاضطروا للتخلي عن السيارة.

اقرأ المزيد: السويداء.. تواطؤ متعدّد الجهات على مزارعي التفاح

كما دمرت سياسات هذا النظام الحجر وحولته لركام وقتلت وشردت ملايين السوريين، كما يتابع فتكه بكل ما هو حي في هذا البلد، فإن لم تتوفر المحروقات لهذا الشتاء ولو بالحدود الدنيا فسنصل إلى ربيع بعد بضعة أشهر يشبه ربيعنا المهدور والمنكوب ولن نجد شجرة تحمينا بفيئها من حرارة صيفنا الحارق. إذ تشير تقارير عدة لتجريد العديد من المناطق الحراجية من أشجارها بشكل كامل، والدور يلحق بالأشجار الزراعية، ما يدق ناقوس خطر التصحر، خاصة في المناطق الجنوبية من سوريا.

ليفانت - سلامة خليل

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!