الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
نمرود طهران وزبانيته.. أمِنوا العقاب فأساؤوا الأدب
د. محمد الموسوي

قول تاريخي مأثور يُطلق على كل معتدٍ آثم، ظالم، متجبر، لم يجد ولا يوجد من يردعه فيتمادى في إساءة الأدب، والحال فيما يتعلق بنظام الملالي الدكتاتوري الحاكم في إيران أنه لم يجد من يردعه فحسب، بل وجد من يدعمه ويسانده سراً وعلانية وإن لم يفعل ذلك تغاضى عن أفعاله كمن لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا عندما يخرج شرطيهم عن المرسوم والمتفق عليه وتقتضي الضرورة، لكن العصى التي ستأدب سلطة ملالي إيران اليوم هي ثورة الشعب التي أصبحت حقيقة تهدد وجود الملالي ومخططات أسيادهم وداعميهم ولن يكون هناك مسيء للأدب بعد اليوم، شاء من شاء وأبى من أبى، ستنتصر ثورة الشعب الإيراني، وها هي متقدة على وتيرة واحدة وبثبات منقطع النظير، وبات نصرها قاب قوسين أو أدنى وكل أمور الثورة الوطنية الإيرانية الجارية في مسارها الصحيح.

يتساقط الثوار الإيرانيون، نساء ورجالاً، شيباً وشباباً وشبيبة وأطفالاً، الواحد تلو الآخر من أجل إدامة ثورتهم، وما تزال مواقف الغرب اسمية تذر الرماد بالعيون بين منددة ومترددة وملوحة من بعيد بالوعيد والرعيد عل مركز الشرطة البلطجي التابع لهم والذي أحلوه محل الشاه المخلوع بعد سرقة الثورة المظفرة ثورة عام 19797 والممتدة إلى اليوم لتحقيق أهدافها، وقد تجسد الاحتيال الغربي على الشعب بدكتاتور جديد ساحر بعمامته وسلطاناً جلاداً في حقيقته ودواخله، وهو ما يدفعنا للاستنتاج اليوم بأن الغرب لا يريد في الحقيقة نجاحاً للثورة الإيرانية بما لمسناه ولمسه العالم من حولنا، فأبسط الحقوق الذي يجب أن يعترف بها الغرب المتصدي لقيم الحريات وحقوق الإنسان وصاحب التشريعات الواجبة التنفيذ على الجميع أياً كانت؛ أبسط هذه الحقوق هي أن يعترف الغرب بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه ضد آلة البطش الدموية الجبارة التي يمارسها من خلال أجهزة قمعية متعددة ومحترفة كقطعان البسيج وألوية الدراجات النارية، والعناصر الأمنية ذات الزي المدني التي تبطش بالشعب بالشوارع وتتحرك كالأشباح وتخطف الفتيات والنساء والشباب والطلاب من الشوارع وكافة أماكن التواجد كسياسة جديدة للنظام يتبعها من أجل ترويع عامة الشعب من مجهول خفي يترصدهم ويتربص بهم لإفنائهم، هذا بالإضافة إلى قوات الشرطة الإجرامية، وقوات المخابرات الوحشية، وقوات النخبة في حرس خامنئي المُسمى بالباطل بـ الحرس الثوري، والجيش، وما يزال هذا النظام الدموي يزج بالمزيد من وحوشه إلى الشوارع لسفك دماء الأبرياء والاعتداء على الأعراض، ومن أمثلة ذلك اغتصاب طفلة في جابهار بمحافظة سيستان وبلوجستان على أفراد سلطة النظام التي بصدد إيقاع عقوبة الإعدام بحق شابة بلوشية ثائرة لأنها أثارت قضية الطفلة المُغتصبة وطالبت بتحقيق جاد ونزيه بشأنها، أما ما وقع في يوم الجمعة 4 نوفمبر 2022 كان أكثر إمعاناً في التبجح ليس بإساءة الأدب فحسب، بل بالإجرام عندما هاجمت قوات الحرس المصلين في مدينة خاش ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصاً من المواطنين البلوش كما أعدم جلادو خامنئي يوم الأحد 6 نوفمبر 2022 ثلاثة سجناء بلوش هم ”نعمت الله براهويي“ و”أمان الله عالي زهي“ و”عزيز نارويي“ شنقاً في سجن زاهدان، وفي فجر يوم الأحد عندما استدعت قوات الحرس نعمت الله براهويي لإعدامه قاومهم فضربته عناصر الحرس بأداة صلبة على رقبته فأردته قتيلاً ثم قامت بشنق جثته الهامدة، هذا بالإضافة قيام جلادي سلطة نظام ولي الفقيه الملالي القضائية بإعدام اثنين من السجناء السياسيين البلوش وهما ”راشد بلوش“ و”إسحاق أسكاني“ شنقاً في سجن زاهدان المركزي وذلك يوم الثلاثاء 8 نوفمبر عشية يوم إحياء ذكرى الأربعين لشهداء زاهدان (بحسب بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 9 نوفمبر 2022)، وتأتي كل إجراءات السفاحين هذه تخوفاً من توسع وتأجج الانتفاضة، كما يأتي إعدام هذين السجينين السياسيين في ظل ظروف القمع الوحشية الدامية للثورة الإيرانية تأكيداً على أن سلطة الملالي أَمِنت العقاب فعلياً فأساءت الأدب.

المتتبع الدقيق لمسيرة نظام سلطة الملالي في إيران يجدهم على الدوام مجموعة من الأشقياء تسلطوا على مصير دولة تاريخية بموارد دخل وطنية ومقدرات اقتصادية عالية لم يوجهونها نحو التنمية وخدمة ما يُفترض به أن يكون شعبهم لا بل سخروها في تصدير الثورة والتخطيط لاجتياح منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال العراق ما دفعهم إلى الشروع بحرب باطلة ضد العراق راح ضحيتها ملايين الضحايا من البلدين من شهداء وأرامل ومعوقين وأيتام، واستمر على نهجه العدائي حتى اليوم محتلاً لأربع دول عربية بمباركة غربية وانصياع دولي، ومهدداً لأمن محيطه والعالم.

 يذكرنا هذا النظام بقصة النمرود ومُلكه واتباعه للشيطان واستبداده وطغيانه إذ قال أنا أحيي وأميت، أما خامنئي فيقول إنه خليفة الله وعليه فليفعل ما يشاء، ولربما يكون مصيره كمصير النمرود إذ مات بالضرب المهين على وجهه أجلكم الله بالنعال (الحذاء)، وتكون عمائم وأمعاء زبانيته وجنوده حبالاً لمشانقهم جميعا.

لكل بداية نهاية، وأفعال البشر بالدنيا دينٌ يُرد إليهم طال الأمد أو قصر. وإن غداً لناظره قريب.

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!