الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • في الساعات الأخيرة لهدنة اليمن.. نجاح بالتمديد رغم تعنّت الحوثيين

في الساعات الأخيرة لهدنة اليمن.. نجاح بالتمديد رغم تعنّت الحوثيين
تمديد هدنة اليمن/ ليفانت نيوز

نجحت الأطراف الدولية في الساعات الأخيرة لهدنة اليمن بتمديدها، دون الإعلان عن تفاصيل أكثر، رغم الشروط المسبقة التي وضعها طرفي النزاع، ما قد يجنّب البلاد الفقيرة الغارقة في الحرب مزيداً من العنف، لاسيما وأنّ الهدنة قلّصت عدد ضحايا العنف إلى النصف.

ووافقت الحكومة اليمنية من جهة، والمتمردون الحوثيون من جهة أخرى، اليوم الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مفاعيلها، حسبما أعلن مبعوث الامم المتحدة للبلد الغارق في الحرب هانس غروندبرغ في بيان، نقلته فرانس برس.

وقال غروندبرغ "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية اليوم الخميس.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: "إشارات ايجابية أولية" لتمديد هدنة اليمن

ساعد وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل الماضي، على خفض العنف طوال شهرين، بوساطة من الأمم المتحدة.

قضت الهدنة حينها، إضافة إلى تسيير رحلات جوية لمطار صنعاء وتيسير دخول سفن الوقود إلى الحديدة، عقد اجتماعات بين الطرفين للاتفاق على فتح الطرق في تعز.

لكن تلك الاجتماعات التي عقدت في الأردن، الأسبوع الماضي، لم تفض إلى نتيجة حتى الآن.

تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار، خلال فترة الهدنة، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل وخصوصاً ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ

ومنذ الأربعاء، دعت منظمات إغاثية عاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد الهدنة، قائلة "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمئة، ونظراً للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

الإشارات كانت إيجابية

خلال الفترة الماضية، خاض المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ محادثات مع أطراف النزاع كافة لدفعهم نحو تمديد الهدنة في البلد الفقير الغارق في الحرب.

وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة أنها تلّقت "إشارات إيجابية أولية" من طرفي النزاع في اليمن حول تمديد الهدنة الحالية.

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، قال يوم أمس الأربعاء، إن المنظمة الأممية تلقت" إشارات أولية إيجابية من الأطراف في هذه المرحلة".

اقرأ أيضاً: في اليمن.. لجنة أمنية وعسكرية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن

وشدد ستيفان دوجاريك على أن غروندبرغ منخرط في "عمل مكثف لضمان تجديد الهدنة".

وسبق أن رجحت وسائل إعلام يمنية بتمديد الهدنة، رغم الصعوبات المتعلقة بفتح طرق تعز، بفعل الجهود المبذولة من القوى الدولية والأممية على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأشارت إلى أنّ وصول المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ والسفير الأمريكي الجديد ستيفان فاغن إلى عدن ولقائهما القيادة اليمنية، إضافة إلى سفراء الاتحاد الأوروبي المتواجدين في عدن، تأتي ضمن جهود إنجاح تمديد الهدنة.

إلى جانب تواجد المبعوث الأممي لليمن في مسقط للقاء الوفد الحوثي لإقناعه بتمديد الهدنة وفتح منافذ تعز.

من جانبه، حذّر رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، من استمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز ورفضهم تنفيذ بنود الهدنة الأممية، قائلاً إن ذلك يقود إلى وضع كارثي.

تصريحات عبد الملك جاءت خلال استقباله السفير الأمريكي الجديد لدى اليمن ستيفان فاغن والمبعوث الأمريكي ليندركينغ، حيث أكد عبد الملك أن ذلك يتطلب ضغطاً دولياً على الحوثي وداعميه.

صعوبات

لقد أبدى المتمردون والحكومة عدم ممانعتهم في التمديد، إلا أنهم وضعوا شروطاً لذلك. وتريد السلطة من الحوثيين رفع حصارهم لتعز جنوب غرب البلاد كما نصت الهدنة، فيما يطالب المتمردون بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.

وقبل يومين، أبلغ مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي في اتصال هاتفي، المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بأن شروط تمديد الهدنة لم تكتمل، مشدداً على ضرورة إنهاء حصار تعز أولاً، وفتح كافة المعابر والطرق الرئيسية. حسبما أفادت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ".

ويرفض المجلس المساومة في فتح طرق تعز بعد أن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة للمشتقات النفطية.

في المقابل، يتهم الحوثيون المدعومون من إيران الرياض بفرض "حصار" على اليمن خصوصاً عبر إغلاق المطار أمام الرحلات الجارية منذ 2016، في حين يقول السعوديون إنهم يريدون منع تهريب الأسلحة إلى المتمردين.

من جانبها، أشارت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إلى أن المحادثات الرامية إلى تمديد مفاعيل وقف إطلاق النار "لم تنته بعد لكن يبدو أنها تواجه بعض الصعوبات".

وصرّحت للصحافيين أن بلادها تعتبر وصول المحادثات إلى مأزق مشكلة، قائلة "أشجع الفرقاء في الجانبين على مواصلة تلك الجهود وعلى إيجاد سبيل سلمي لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".

ومنذ 2014، يدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

خفض العنف

دعت منظمات إغاثية عاملة في اليمن أطراف النزاع إلى تمديد الهدنة، قائلة: "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمئة، ونظراً للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

أعلن المجلس النرويجي للاجئين، أمس الأربعاء، أن عدد الضحايا المدنيين في اليمن الغارق في الحرب منذ أكثر من سبع سنوات، انخفض أكثر من خمسين في المئة منذ بدء سريان الهدنة في أوائل أبريل الماضي.

وقال المجلس في بيان إن "إجمالي عدد الضحايا المدنيين بلغ 95 في أبريل، في انخفاض عن 213 في مارس"، نقلاً عن بيانات من مشروع مراقبة الأثر المدني.

ونقل البيان عن مديرة المجلس النرويجي للاجئين في اليمن إيرين هاتشينسون قولها إن "الأرقام توفر دليلا واضحا على الفوائد من الهدنة"، مشيرة إلى أن "خلال الشهر الماضي، نجت العديد من العائلات من تدمر حياتها بسبب فقدان أفراد الأسرة في حرب لا معنى لها".

وتابعت "من أجل الشعب اليمني ومستقبله، نأمل في أن تقوم أطراف الصراع بتمديد الهدنة".

وأكد المجلس النرويجي للاجئين أنه حدث "انخفاض كبير" في عدد الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا بفعل الغارات الجوية أو القصف أو تبادل إطلاق النار.

اقرأ أيضاً: اليمن.. غوتيريش يشدد على الحاجة إلى تمديد الهدنة الأممية

ولكنه أشار إلى أنه رغم التراجع الكبير في أعمال العنف، فإن عدد الضحايا من الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة بقي كما هو أو ارتفع.

بحسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمات الإغاثة فإنّ تمديد الهدنة سيجنّب اليمن مزيداً من العنف، رغم عدم الإفصاح عن التفاصيل حتى اللحظة، فيما يخصّ فتح طريق تعزّ أو شروط أخرى تخفف من معاناة اليمنيين وتؤمّن الحدّ الأدنى من احتياجاتهم، لاسيما وأنّ خطر المجاعة يتهدد الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

ليفانت نيوز_ خاص

إعداد وتحرير: عبير صارم

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!