الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا يريد الإخوان من مصر ؟
ماذا يريد الإخوان من مصر ؟

باهر القاضي - صحفي وكاتب مصري


«الإخوان»، تلك الجماعة الإرهابية، منذ أن وضع حسن البنا حجر أساسها فى أواخر عشرينيات القرن الماضى، تعلّم جيداً ماذا تريد، وما هى أهدافها، فقد عكف البنا مؤسس الجماعة بالتعاون مع قيادات الجماعة على رسم سياسات واضحة للإخوان، استهلت بضرورة انتشار أفكار الجماعة بين صفوف طلبة الجامعات وقتئذ، رافعين شعار الدعوة وخدمة الدين، والإسلام منها براء.


وظل حسن البنا ومن خلفه بالتنسيق مع قيادات الجماعة على مر السنين الماضية، يحقق الكثير من المكاسب للجماعة مستغلين الدين، حتى أصبح للجماعة تنظيم دولي فى الأربعينيات، ودخلت تلك الجماعة الإرهابية فى المعترك السياسي منذ نشأتها وحتى الآن، ففى أوائل الأربعينيات كانت أول مشاركة سياسية للإخوان في مصر حيث ترشح المرشد العام حسن البنا في دائرة الإسماعيلية لمجلس النواب المصري، انتهت بتنازل الأخير عن الترشح مقابل امتيازات للجماعة، وصولاً إلى هيمنة الإخوان على المشهد السياسى للبلاد عقب نشوب ثورة الـ25 من يناير، بالهيمنة على مجلس النواب المصرى لعام 2012، وذلك بفوز "حزب الحرية والعدالة" المنحل، الذراع السياسى للإخوان، بـ235 مقعداً، أي ما يعادل 47.18 في المائة.


جماعة الإخوان الإرهابية، لكونها الفصيل الوحيد المنظّم بالشارع المصرى عقب رحيل مبارك عن الحكم بثورة شعبية فى 2011 أطاحت بالحزب الوطنى، استطاعت الجماعة الوصول إلى سدة حكم البلاد، ذلك الحلم الذى ظل يراود قيادات الجماعة منذ نشأتها، وهى إحكام قبضتها على شؤون البلاد، إلا أن وعي الشعب المصرى قضى على ذلك الحلم سريعاً، فلم يمضِ على الإخوان عام من وجودهم على سدة الحكم، حتى اندلعت ثورة شعبية قادها فئات الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو ضد الجماعة، وانتهت برحيل الإخوان عن الحكم، ولكن سرعان ما أسدلت الأقنعة، وانكشفت المخططات، فقد رفعت الجماعة شعار المواجهة المسلحة مع المتظاهرين والدولة، من أجل البقاء فى الحكم، حيث ضربت مصر سلسلة من التفجيرات والأعمال الإرهابية فى مناطق عدة من ربوع البلاد، تبنتها الجماعة والحركات والتنظيمات الإرهابية الموالية للإخوان، فى محاولات يائسة للبقاء فى المشهد السياسى، وفرض سياسة القوة من أجل البقاء.


ومن هنا كان التحدي الأكبر أمام الدولة المصرية، عقب رحيل الإخوان، هو عودة الاستقرار والأمن والأمان للشارع المصرى، وبالفعل نجحت الدولة المصرية بالتعاون التام بين كل مؤسساتها، فى إعادة الأمن والاستقرار للمجتمع المصرى، والوقوف بالمرصاد لمحاولات الإخوان فى الداخل والخارج، ليس ذلك فحسب، بل أثبتت الدولة المصرية للعالم بأسره، قوة الشعب المصرى فى مواجهة التحديات، فضلاً عن كشف المخططات الإخوانية، وفشلها فى إدارة شؤون البلاد، الأمر الذى دلت عليه كثير من الشواهد، أبرزها توقيعات عدد من شباب الإخوان داخل السجون، والتى طالبت بالعفو مقابل اعتزال السياسة، ليس ذلك فحسب، بل حملت تأكيداً تاماً على رفض شباب الإخوان لسياسات الجماعة ومن يدير المشهد داخل الإخوان فى الوقت الراهن، فضلاً عن سوء إدارة الأزمة من قبل الجماعة وقيادتها فى التعامل مع الأوضاع عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو، واصفين إياها، بأنها عقول لا يعقل أبداً أن تكون لأصحاب مناصب داخل الجماعة، وأفكارهم غير منطقية.


نجاح الدولة المصرية، واستمرار تبنى الإخوان لمنهج العنف فى مواجهة الواقع، طرح معه العديد من التساؤلات.. أبرزها.. ماذا تريد جماعة الإخوان من مصر؟ هذا السؤال أصبح الأكثر شيوعاً ليس بين المصريين –فقط- بل فى ربوع العالم المختلفة، فالجميع أصبح يتساءل: ماذا يريد الإخوان من مصر؟ خاصة مع نجاح الدولة المصرية فى تحقيق كل الاستحقاقات الانتخابية، والمضى قدماً على طريق الاستقرار والتنمية، وما زالت جماعة الإخوان تحاول أن تقنع أنصارها وشبابها، بالعودة للمشهد السياسى لمصر.


وبالرجوع لمجريات الأحداث بالقاهرة إبان ثورة الثلاثين من يونيو وحتى الآن، يتضح جلياً أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تريد زعزعة استقرار المجتمع المصرى، وضرب الاقتصاد المصرى، فضلاً عن البقاء فى السلطة بالقوة، بتشكيل عصابات مسلحة لها لترهيب كل من يعادى بقاءها فى السلطة، وكذلك تقسيم المجتمع المصرى على أساس طائفي، بتغذية الشعارات الدينية، وتوظيف الدين فى السياسة، باستخدام المنابر فى الترويج لها سياسياً وانتخابياً، مثلما حدث بالفعل فى انتخابات مرسي وشفيق، وكذلك انتخابات مجلس نواب الإخوان، بتوزيع المواد التموينية على الناخبين، مستغلين حاجات البعض بالتصويت لنواب الإخوان، وبالفعل نجحت تلك التحركات فى حصد مقاعد الأغلبية بانتخابات مجلس النواب المصرى لعام 2012، فضلاً عن الهيمنة على الجامعات بتعيين أساتذة إخوان بها.


ولعل واقعة تعيين 6 ألاف معيد إخوانى بجامعة الأزهر، هى الأشهر، وكما شملت المخططات الإخوانية، السيطرة التامة على اتحاد طلاب الجامعات المصرية، فضلاً عن العبث بخريطة علاقات مصر الدولية، بفتح قنوات الاتصال مع إيران، وخير شاهد على ذلك، قيام الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بزيارة القاهرة، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ قيام الثورة الإيرانية، عام 1979.


ولم تتوقف مساعي الإخوان على الاستحواذ على السلطة وحسب، بل فتحت الجماعة الأبواب على مصرعيها أمام دخول الإرهابيين والمتطرفين للبلاد، فجعلت من سيناء مسرحاً لتدريب الإرهابيين، وتوفير المناح الآمن لهم، وتزويدهم بالأسلحة والذخائر بالتنسيق مع الدول الراعية للإرهاب فى المنطقة مثل قطر وتركيا، ودعم الفوضي بالبلاد بحصار المؤسسات وأبرزها واقعة حصار المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الإعلامى وغيرهما، غير أن تلك المخططات باءت بالفشل الذريع أمام وعى المجتمع المصرى، ودعم مؤسسات الدولة الرسمية له.


سرعان ما استيقظت الدولة المصرية لتلك المخططات الخبيثة الإخوانية، والمخاطر التى باتت تهدد المجتمع المصرى، فخرج الشعب وقال كلمته:«لا للإخوان»، وتكبد الشعب المصرى الكثير من الخسائر البشرية التى راحت ضحية يد الغدر جراء العمليات الإرهابية التى استهدفت ولازالت تستهدف أبناء الجيش والشرطة، لتعلن مصر كلمتها عالية لا للإرهاب، وذلك بقيادة حرب شرسة ضد الإرهاب على مدار السنوات الماضية، خاضت فيها مصر نيابة عن العالم مواجهات دامية مع العناصر الإرهابية فى كافة أنحاء المنطقة العربية، اسفرت عن اقتلاع جذور التطرف والإرهاب فى المنطقة باسرها، لتثبت القاهرة للعالم صلابتها وقوتها فى مواجهة كل الداعمين للإرهاب والتطرف وفى مقدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية.

العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!